+ -

استقبلنا الفنان نوبلي فاضل في بيته بابتسامة عريضة لم تفارق محياه رغم المرض، تعب الجسد ولكن الإحساس ظل ينبض بالحياة، ظل يمنح الزائر إلى بيت عائلة نوبلي بمدينة شرشال الكثير من الأمل. هذا الفنان الذي مضى بعشقه للموسيقى إلى أبعد حد، لم يكن حاضرا بكل قواه، بين ألحانه ترأست الجلسة و”القعدة” الحميمية.رافقنا في هذه الرحلة ثلاثة من المواهب الغنائية الجزائرية الشابة.. منشد الشارقة كمال رزوق، ونجم برنامج ”نجم العرب” محمد الخامس الذي يشق طريقه بثبات نحو اللقب، والملحن والمغني الواعد كريم تواتي، ولم يسمح ضيق الوقت بالتحاق المغني الشاب أجراد يوغرطة الذي كان ضمن البرنامج. لمسنا عند عائلة نوبلي الإبداع وعشق الفن، الكل كان يتفانى ويتنافس على راحة فنان العائلة فاضل.التف الشباب الثلاثة حول فاضل لاستماع أفراد العائلة وهو يروون حكاية هذا المبدع بمسار فني عمره أزيد من 50 عاما، كما ظل يحكي ابن عمه الفنان منصف نوبلي الذي غنى له الكثير من الألحان التي يحفظنها سكان الجنوب والمدن الشرقية للجزائر تحديدا، وسافرت لتكون ”ريبيراتوار” الأغنية التونسية التي استقت أنغامها من ألحان نوبلي.الفنان نوبلي فاضل هو بالنسبة لشباب اليوم كنز موسيقي كبير، فهم يكتشفون كل لحظة كيف أن هذا المبدع الجميل بإحساسه كان يكتب في ستينيات القرن الماضي ألحانا ليعشقها شباب اليوم، فموسيقى فاضل التي قدمها عام 1962 تعود بصوت عدة مغنين من لبنان، سوريا، الخليج، وأيضا بصوت العازف والمغني كريم تواتي، وكأنها ألحان كتبت لليوم بإيقاعات عصرية.وقال منشد الشارقة إن هذه الزيارة كانت طيبة إلى ”الحبيب الموسيقار نوبلي فاضل وعائلته في بيتهم السعيد بمدينة شرشال بتيبازة”، وكتب ”استقبلنا بابتسامته المعهودة وصدق إحساسه وغمرته السعادة بلقيانا وسعدنا أكثر بلقياه، فنسأل الله له الشفاء ولأهله السعادة دنيا وآخرة”، ولا يزال عطاء نوبلي فاضل ممتدا يتحدى كل الظروف، فألحانه تجذب إليه الأجيال والمواهب العربية الشابة التي قررت أن تؤدي العديد من الأغاني من ألحانه، حيث فرغ محمد الخامس مؤخرا من أداء أغنية ”وحدك وحدك” و ”عارفه زين” من ألحان نوبلي. نفس الشيء بالنسبة لكمال رزوق الذي صوّر أغنية ”مازال الحال” و ”يا مساء الخير” وأغنية ”نوفمبر” من ألحان فاضل، بينما اختار الملحن والمغني الشاب كريم تواتي إعادة أداء أول أغنية في مسيرة نوبلي فاضل ”يا حنان”. كما حمل اللقاء الحديث عن عدة مفاجآت غنائية وموسيقية على المستوى العربي.تزينت الطاولة ببعض الجوائز التي حازها نوبلي فاضل على أعماله، ربما هو اليوم لا يتذكر تفاصيل حكاية كل درع، لكن الذاكرة الموسيقية العربية لا تزال تحفظ له كيف لحّن للطفي بوشناق، ميادة الحناوي، محمد الحلو وأنوشكا، وحتى للفرقة السيمفونية الصينية التي عزفت قبل نحو 20 عاما ألحان ابن مدينة واد سوف.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات