العاصمة تتزين بالأحمر والأسود أياما قبل الموعد التاريخي

+ -

 تحوّلت معاقل اتحاد الجزائر في العاصمة إلى أماكن لتجمهر غير مسبوق للأنصار للاحتفال باللحظات التاريخية التي يعيشها فريقهم، الذي سيخوض لقاء الذهاب من نهائي رابطة أبطال إفريقيا لأول مرة في مشوار فريق “أبناء سوسطارة”. تعيش أحياء العاصمة، وخاصة معاقل اتحاد الجزائر، منذ أيام، على إيقاع الاحتفال بلقاء ذهاب نهائي رابطة أبطال إفريقيا. ولم يتأخر الأنصار الأوفياء للفريق في إقامة الفرجة في الشوارع والأزقة بأحياء باب الوادي وبولوغين وسوسطارة، وغيرها من الأحياء المجاورة المعروفة بتعلق قاطنيها بأصحاب الزي “الأسود والأحمر”، مكسرين الهدوء، خاصة ليلا، استعداد للموعد التاريخي الذي سيكون أكبر حدث كروي يعيشه الفريق، منذ تأسيسه. “الخبر” رافقت أنصار الفريق وتجوّلت في شوارع حي سوسطارة، الذي يعد أكبر معقل لأنصار الفريق. وأول ما لفت الأنظار عند دخوله، هو اللافتة الكبيرة المعلقة عند مدخل الحي، وهي اللافتة التي صور فيها رجل بلباس المحاربين القدماء الرومانيين، وهو يحمل سيفا ويستعد لتوجيه طعنة في صدر خصمه، في قلب المعركة وهو حامل لواق زين بألوان الفريق، وكتب على اللافتة شعار جاء فيه “اتحاد الجزائر في غزوة”، وأيضا “من يعيش يشاهد” باللغة الفرنسية.وغير بعيد عن اللافتة العملاقة، تجمهر عدد من الباعة، وأول من التقينا به، كان الشاب “د.نور الدين”، ( 19سنة). وردا على سؤال حول نشاط تجارته وما إذا زاد الطلب على بضائعه، قال البائع إنه بدأ يستعد لهذا الحدث، منذ لقاء الدور نصف النهائي، ليكون مستعدا لبيع كميات كبيرة من البضاعة التي يعرضها قبل النهائي، ويقدر البائع ثمن الراية بـ60 دينارا وقرص الأغاني بـ150 دينار. ولم يقاوم شريكه “ح.عبد القادر” الحديث، فانضم إليه بصورة عفوية ليقول إن المشكلة في الوقت الحالي تتمثل في نقص البضاعة، موضحا أن البعض يخفيها عمدا ليعرضها لاحقا بأسعار غالية قبل لقاء العودة... تركنا الحديث عن المضاربة وتوجهنا إلى بائع مجاور للأول، وهو شاب يدعى “م.نصر الدين”، وبخلاف ما قاله الأول، قدر هذا البائع أن السلع متوفرة بكميات كبيرة ويعرض بضائعه للبيع بأسعار معقولة لتكون في متناول الجميع تشجيعا للفريق، يوم السبت. وفي رده على سؤال حول سبب عدم عرض القمصان بكميات كبيرة، أوضح البائع أن السبب يكمن في اقتراب انتهاء استعمال القمصان الحالية ودخول السوق قمصان جديدة بتصميم مخالف وعصري.وعن سؤال حول حجم الطلب، قال المتحدث إنه يتوقّع زيادة الطلب مع اقتراب موعد المقابلة النهائية، مسجلا احتشاما في الإقبال نهارا، لكن تجارته تعرف انتعاشا ليلا.وصادفنا خلال تجولنا في الشارع الرئيسي لسوسطارة “ذباح شريف”، مناصرا يدعى “ع.حسان”، وهو تاجر عندما كان على متن سيارته على وشك المغادرة، بعدما قام بواجبه، مثلما يقول، بشراء الرايات لولديه، وقال إنه برغم أنه انتقل ليستقر عيشه في مكان آخر، إلا أنه ما يزال وفيا للحي الذي تعلق به وارتبط اسمه بالفريق الذي يشجعه، وقال “من واجبي أن أعلم ولداي ما تعلمته وما أحببته، وهو مناصرة اتحاد الجزائر.. وعندما يكبر ولداي سيكونان قد ارتبطا وتعلقا بحب الفريق الذي أعشقه”. وذكر المتحدث أنه يشجع الفريق، منذ أن كان عمره لا يتجاوز 11 عاما، وأول مقابلة شاهدها بالملعب كانت في كأس الجزائر بين اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد، وكانت المقابلة لحظة لم ينسها إلى غاية اليوم، بحسب وصفه. الرايات تزيّن الشرفات وتربط العماراتسواء أكانت أعمدة كهربائية أو عمارات أو أسقفا، فكلها نقاط يسمح الجميع باستعمالها لوضع الرايات وتزيين الشوارع للاحتفال بالفريق واللحظة التاريخية التي يعيشها اتحاد الجزائر بكل جوارحه. وأنت تتجول في الشوارع المعروفة، خاصة في حي “سوسطارة” العتيقـ وبالضبط فيما يعرف بـ”الجنينة”، يتخيل للراجلين أن اتحاد الجزائر مقبل على لعب آخر مقابلة له في مشواره. لكن الحقيقة؛ أن الفريق مقبل على لعب مقابلة تاريخية سيسجل فيها اسمه من ذهب في حال التتويج بها، وهذا هو مصدر شغف الأنصار الذين يتجمهرون ويصطفون كل مساء في معاقل الفريق للاحتفال، وترديد الأغاني التي شكّلت وقود اللاعبين في كل هذه المغامرة الإفريقية، التي عاشها أبناء المدرب ميلود حمدي.حي الدكتور سعدان بالعاصمة، أو ما يعرف بحي “ ترولار”، هو الآخر تزين بأعلام الاتحاد العاصمي، في مشهد عاشه سكان الحي في كل مباراة هامة خاضها الفريق من قبل، وهو ما أكده لنا مليك قارة، أحد الأوفياء للفريق الذي يستعد هو الآخر لمعايشة النهائي الإفريقي، شأنه في ذلك شأن مراد مولوج المعروف باسم “مراد بيجوتيي”، الذي قال: “لدينا فريق متكامل وسنسعى للفوز بهذه الكأس إن شاء الله”.وضرب الأنصار موعدا جديدا لتنظيم أكبر احتفال يوم إجراء المقابلة، منذ الساعات الأولى لصباح يوم السبت، بمناسبة لقاء فريقهم بالضيف تي.بي مازيمبي الكونغولي، في نهائي واعد وتاريخي ليس فقط للفريق، وإنما أيضا لكل الجزائريين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات