"غوركوف محنك وهو الاختيار الأنسب للجزائر"

38serv

+ -

 دافع المدرب السابق لنادي أوكسير الفرنسي، غي رو، عن مواطنه كريستيان غوركوف، وقال خلال تنشيطه لندوة “الخبر الرياضي”، أمس، في فندق الأوراسي، إن التقني الفرنسي هو الأنسب لقيادة المنتخب الجزائري: “أعرف المدرب غوركوف جيدا، فقد سبق لي وأن واجهته في البطولة الفرنسية، سواء عندما كان في نادي رين خلال بداية مشواره، أو عند التحاقه بالعارضة الفنية لنادي لوريون، فهو مدرب محنك ومحترف بمعنى الكلمة ويملك خبرة ومعارف في التدريب، تساعده على النجاح مع أي فريق،” مضيفا “إذا كنتم تبحثون عن مدرب تطالبونه بالفوز بأي طريقة ويرفع هذا الشعار في غرف الملابس، فهذا النموذج من المدربين لن تجدوه لدى غوركوف. وأما إذا كنتم تريدون فريقا منظما ويقدم كرة جميلة التي تقوم على البناء من الخلف، فستجدون ذلك لدى غوركوف”.ويرى غي رو أن طريقة لعب المنتخب الجزائري تتناسب مع المدرب الفرنسي غوركوف: “تملكون لاعبين يتمتعون بمهارات عالية وفرديات.. واللاعب الجزائري يفضل غالبا اللعب الذي يقوم على المهارات والكرات الجماعية القصيرة، التي تنطلق من الخلف قبل الوصول إلى الهجوم، ولهذا فإن اختيار غوركوف كان الأنسب مثلما حدث ذلك مع سابقه”، يقول غي رو الذي أثنى في معرض حديثه عن المدرب الوطني السابق وحيد حاليلوزيتش، وقال إن المنتخب الجزائري استفاد كثيرا من خبرته.“تمنيت لو كان كل الجزائريين مثل صايب وتاسفاوت” “صايب وتاسفاوت.. هدية من الله لأوكسير”وتطرق المدرب المحنّك غي رو لمسيرته الطويلة في نادي أوكسير ومدرسة التكوين التي كان يشرف عليها، واستعرض في حديثه أهم المحطات التي عاشها مع اللاعبين الجزائريين الذين حملوا ألوان النادي الفرنسي أوكسير في حقبته، خاصا بالذكر الثنائي الدولي الجزائري الأسبق، موسى صايب وعبد الحفيظ تاسفاوت “صايب وتاسفاوت ربما هما هدية من الله لي، فهذان اللاعبان لم أقم بتكوينهما وانضما إلى أوكسير وهما يتمتعان بإمكانيات ذهنية وفنية عاليتين ومنحا الإضافة إلى الفريق”، قبل أن يضيف “إذا كان تاسفاوت ترعرع في مدينة وهران الساحلية وتأثر بذلك، فإن زميله موسى تربّى في أسرة متكونة من 9 أفراد تعيش في منطقة القبائل، ومع ذلك أظهر صايب قمة في الاحترافية والتربية والأخلاق، ولست أدري من أين تحصل على كل ذلك التكوين.. وتمنيت لو كان كل الجزائريين بمثل مواصفات صايب وتاسفاوت”.وفي حديثه عن التكوين، يرى غي رو أنه من الصعب جلب لاعبين ماهرين مثلما كان عليه في السابق، سواء أتعلق الأمر في التراب الفرنسي أو في الجزائر، مبررا ذلك بقوله “في السابق كانت كرة القدم التي تمارس في الشوارع تساعد على اكتشاف المواهب واستغلالها في مراكز التكوين، ولكن للأسف مع التحضّر وتوسع المدينة، اختفت تلك المساحات والملاعب الجوارية وتم استغلال المرافق في أغراض أخرى، وهو ما جعل التكوين يتراجع”، قبل أن ينتقد في حديثه قوانين الفيفا “أظن أن القوانين الجديد للفيفا لا تساعد الأندية على تبني سياسة التكوين، لأن التعويضات التي حددتها للفريق الذي يكوّن اللاعبين، هي قليلة وضئيلة جدا، وما تعرف الكرة الفرنسية في الوقت الراهن هو هروب اللاعبين الشبان إلى البطولة الانجليزية في سن مبكرة لا يتعدون 19 عاما، دليل على ما أقول”. أشبّه الكرة الجزائرية بنظيرتها البرازيليةوأشاد المدرب القدير غي رو بالكرة الجزائرية، وقال “أعرف الكرة الجزائرية جيدا، ودائما كنت أشبهها بالكرة البرازيلية نظرا للفنيات العالية التي يتمتع بها اللاعب الجزائري وميله للعب الاستعراضي الفني على حساب الأسلوب البدني، ولاحظت هذا حتى لدى الجزائريين في الأحياء الفرنسية”، ويرى أن الجزائر مثل ما تعرفه فرنسا، تعاني غياب المرافق والمساحات من أجل تشجيع سياسة التكوين، على حد قوله.وفي سؤال حول ما إذا كان التكوين هو العامل الوحيد في تحقيق الألقاب في أي ناد، رد غي رو “ليس بالضرورة أن الفريق يجب عليه تبني سياسة التكوين من أجل حصد الألقاب، وما يحدث في البطولة الفرنسية حاليا خير دليل على ذلك، لأن باريس سان جرمان الذي يسيطر على المنافسة جلب كل التعداد من الخارج ومن جنسيات مختلفة، وهناك نوادٍ تتبع سياسة التكوين وتجلب بعض اللاعبين وفق ميزانيتها، على غرار نادي نيس”.وتحدث التقني الفرنسي عن ظاهرة إقالة المدربين في البطولة الجزائرية، وقال إن هذه الظاهرة تعيشها أيضا النوادي الفرنسية “ربما في الجزائر الجمهور يتمتع بحماس إضافي ويشكل ضغطا رهيبا على المسؤولين عندما يطالبون بالنتائج في القريب العاجل، وهو الأمر الذي يحدث لدى سكان البحر المتوسط المتعصبين أكثر، مثلما هو الحال في نادي مرسيليا”. نظام “الكوطة”.. شكل من أشكال العنصريةوفي سؤال حول موقفه بشأن إتباع نظام “الكوطة” الذي أثار جدلا واسعا في الكرة الفرنسية، قال غي رو “أنا ضد نظام الكوطة، وهي دعوة صريحة للعنصرية، فهذا غباء ويجب معاقبة من دعا إلى هذه الفكرة”.كما عاد المدرب السابق لنادي أوكسير الفرنسي للحديث عن قضية رفضه تدريب منتخب “الديكة” سنة 93، مشيرا إلى أنه رفض ذلك من أجل فريقه أوكسير “أردت مواصلة العمل الذي شرعت فيه مع اللاعبين في أوكسير، لأنني سطرت برنامجا على المدى البعيد... وبالفعل تمكنت بعد ثلاث سنوات، أي في 96، من التتويج بثنائية في فرنسا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات