+ -

ما حكم شخص يشتغل بالتجارة ويهمل بذلك صلاته وأهله؟  قال الله تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون” الذّاريات:56 ، فالغاية الّتي يسعى المؤمن من أجل تحقيقها على هذه الأرض هي عبادة الله عزّ وجلّ، متّخذًا لذلك وسائل مشروعة تسهل له تحقيقها وتقرّبه من الجنّة وتجيره من عذاب النّار.والاسترزاق من الحلال وسيلة من الوسائل المتّخذة من أجل تحقيق العبودية له سبحانه وتعالى، لأنّ الإنفاق على النّفس وعلى الأهل واجب على الرجل، كما أنّ أداء العبادات على أكمل وجه لا يتأتى لمَن أغلق على نفسه داره زاعمًا التفرّغ لعبادة الله جلّ جلاله، فربّما أهلك نفسه بتنطّعه في المشروع، قال تعالى: “فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} الفيل:3-4، وقال: “فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” العنكبوت:17.وفي المقابل، ينبغي على المؤمن أن يشكر نعمة الله عليه، فالرّزق الواسع من نعم الله على عباده، وشُكر النِّعم يكون بأداء ما افترضه الله على عباده المؤمنين، قال تعالى: “إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” النّساء:103، وقال سبحانه وتعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَأتُوا الزَّكَاةَ” البقرة:43، فلا تشغلن تاجرًا تجارته عن ذِكر الله وعن الصّلاة وعن إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام، وعن الحرص عن الصّلاة في الصفّ الأوّل، وعن أداء حقوق أهله وأقاربه عليه، فما متاع الدّنيا إلاّ قليل، قال تعالى: “مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ” النّحل:96، وليسمع كلّ تاجر إلى قول الله تبارك وتعالى: “فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهِ اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْأَصَالِ * رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَاعَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ” النّور:36-38، وإلى قول الله تعالى: “قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ” التّوبة:24.شخص يسأل عن حكم قراءة سورة يس على المحتضر؟ ينبغي على المؤمن إذا احتضر أخوه ونازعته الموت أن يُلقّنه كلمة التّوحيد “لاإله إلاّ الله”، روى مسلم عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لَقِّنوا موتاكم لا إله إلاّ الله”، ولا ينبغي أن يأمره بقولها أمرًا فيه شدّة، وإنّما عليه أن يَذْكُرها هو ليتذكّرها المحتضر، فإن قالها فعليه أن يسكت وأن لا يكلّمه حتّى يكون آخر كلامه لا إله إلاّ الله، لأنّ مَن كان آخر كلامه لا إله إلاّ الله دخل الجنّة.وقراءة سورة يس عند المحتضر سُنّة عند كثير من العلماء لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “اقرأوا على موتاكم يس” حديث ضعيف أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم. وهي من مخفّفات سكرات الموت كما كان يقول السّلف، والله أعلم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات