قرأت خبرا طريفا يقول: إن نواب الجزائر قد تكرّموا على نواب جيبوتي بتنظيم يوم برلماني لهم لتكوينهم في فنيات الأداء البرلماني!الخبر في البداية لم أصدقه، لأنه لا يعقل أن يقوم نواب بمستوى نواب الجزائر بتكوين نواب مثل نواب جيبوتي على عمليات وتقنيات ممارسة النيابة، لأن جيبوتي هذه تكاد تكون قطعة من فرنسا.. والمفروض أن يتعلم نواب جيبوتي الأداء البرلماني من نواب فرنسا وليس من شبه النواب في الجزائر !ومع ذلك سرحت بخيالي وفكرت فيما يمكن أن يتعلمه نواب جيبوتي من نواب الجزائر في الأمور البرلمانية؟! فوجدت أنهم يمكن أن يتعلموا الكثير.يمكن أن يتعلموا فن الوصول إلى النيابة بالشكارة والتزوير.. وأن يتعلموا فن التحايل السياسي على الشعب.. ويتعلموا فنون الانتقال السياسي من حزب إلى آخر... ومن تيار سياسي إلى آخر !نواب جيبوتي يمكن أن يتعلموا أيضا من نواب الجزائر فنون التعاطي مع الحكومة والانبطاح لها لقاء المنافع الخاصة العاجلة والآجلة!يمكن أن يتعلموا فن ممارسة النيابة بالأوامر من السلطة التنفيذية!سيدرس نواب جيبوتي تجربة الجزائر الفريدة من نوعها وهي ممارسة النيابة على طريقة “راقصات الباليه” في صالات الرقص العالمية، حيث يرفع النواب الجزائريون أيديهم في حركة واحدة متناسقة تشبه “راقصات الباليه”. سيتعلم نواب جيبوتي أيضا تجربة البرلمان الجزائري في العناية برؤوس النواب والنائبات عبر الحلاقة بتوفير صالات الحلاقة في البرلمان للحفافات اللواتي كثر عددهن في البرلمان، في سياق تحرير المرأة وزحفها على المناصب السياسية في البلاد !سيتعلم نواب جيبوتي من نواب الجزائر فنون القتال بالتلاحم الجسمي لنيل المناصب القيادية في الهياكل البرلمانية بالتصويت بالأوراق والشيكات النقدية وشكاير الأموال عوض الأوراق الانتخابية!سيتعلم نواب جيبوتي من نواب الجزائر معاني الجمع بين ثقة رجال السلطة وثقة رجال المال والأعمال. وسيتعلم نواب جيبوتي من نواب جبهة التحرير في البرلمان أن من لا يصوّت لفائدة النواب الذين يرضى عنهم سعداني مجلس الأمة هو “حركي”، والحال أن من يصوّت في هذه العملية هم منتخبون في المجالس البلدية والولائية... فكيف يقبل حزب سعداني “الحركى” في صفوف منتخبيه ويرفضهم في الانتخابات الخاصة بمجلس الأمة؟!لو قال الجزائريون إن نواب جيبوتي سيتعلمون من نواب برلمان الجزائر فنون الرداءة والابتذال السياسي لكان قولهم أقرب إلى الصدق.ولو قالوا إن نواب جيبوتي سيأخذون دروسا مكثفة في برلمان الجزائر حول فنون تزوير إرادة الشعب، وحول مفهوم البرلمان الذي لا يفعل شيئا، لكان قولهم فيه شيء من الصحة.إنني تعبان اليوم أكثر من اللازم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات