+ -

تحولت أروقة المرافق القضائية والمحاكم الابتدائية بما فيها محيطها الخارجي، إلى مسارح لجرائم متعددة وساحات لتصفية حسابات شخصية بين أزواج متخاصمين. فحينما تنقطع قنوات التفاهم وتفشل المحاكمات في لمّ الشمل، يندفع الطرف الخاسر للقضايا إلى الانتقام بأبشع الطرق من الطرف “المنتصر”، بأعمال وتصرفات عدائية تخلف مآسي وتجعل أصحابها تحت طائل أحكام قضائية قاسية.أعادت حادثة اعتداء زوج على زوجته بسائل كيميائي داخل مقر محكمة القليعة، نهاية الأسبوع، إلى الأذهان اعتداءات مماثلة تعرضت لها مطلقات وزوجات متقاضيات، وصلت إلى حد جرائم القتل والذبح على أعتاب محاكم الأحوال الشخصية.ففي آخر جلسة خاصة بالأحوال الشخصية، الخميس الماضي، اعتدى شخص أربعيني على طليقته بواسطة سائل كيميائي لدى خروجهما من قاعة الصلح التابعة لمحكمة الجنح بالقليعة في تيبازة، ثم لاذ بالفرار، قبل أن يتمكن عناصر الأمن من إلقاء القبض عليه بمركز الشرطة الرئيسي التابع للمرفق القضائي ذاته. وروى مصدر قضائي موثوق لـ”الخبر” بأن الحادثة وقعت في إطار قضية خلع رفعتها سيدة ضد زوجها، وقدمت ملفا قضائيا يتضمن شكاوى سابقة تتعلق بخلافات زوجية وعائلية، وحينما برمجت قضيتهما أمرت قاضي الجلسة بإحالة الزوجين المتخاصمين على جلسة الصلح، فتم إدخال الزوجين إلى القاعة وهناك فشلت مساعي القاضي في إصلاح العلاقة الزوجية.كان الزوج المتقاضي حاملا في جيبه قارورة تحتوي على سائل كيميائي خطير من مادة “روح الملح” ولم يتردد في مهاجمة طليقته فور خروجهما من القاعة، حيث سكب على وجهها كمية من السائل وتركها تصرخ شاكية من حروق قد تشوه وجهها، ثم فر هاربا نحو المخرج الرئيسي للمحكمة، وهناك تم تطويقه وألقي عليه القبض.ولم يلبث المتهم أن وجد نفسه متهما أمام وكيل الجمهورية لدى المحكمة ذاتها، بناء على ملف قضائي ثقيل، فتم إيداعه الحبس المؤقت، فيما نقلت الضحية إلى مستشفى فارس يحي المحلي لتلقي العلاج، خصوصا أنها تعرضت لإصابات بليغة على مستوى العين اليمنى.محام يحطم سيارة طليقتهوقد تابعت المحكمة ذاتها محاميا التحق بالمهنة قبل سنتين فقط، كان طرفا في قضية عدم دفع النفقة، رفعتها ضده زوجته المحامية التي اختلفت معه في قضايا عائلية تطورت إلى أن وصلت إلى جلسات المحكمة، وانتهت بحكم قضائي استعجالي نطقت به قاضي الأحوال الشخصية ضد المدعى عليه، غير أن المحامي المدان خرج إلى حظيرة السيارات وقام بتخريب سيارة زوجته وتعمد إتلاف إطاراتها المطاطية وتحطيم بعض اللواحق الخارجية، قبل أن تكتشف الضحية ما حل بمركبتها، لتعود مجددا إلى المحكمة ذاتها، حيث رفعت دعوى أخرى تتعلق بالتحطيم العمدي لملك الغير، وتم استدعاء الفاعل ومتابعته بتهمة ثانية.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات