+ -

 كانت الفنانة الشابة سهام صالحي، بابتسامتها المشرقة وخفة دمها، تستقبل زوار المعرض بمتحف الفنون المعاصرة بالجزائر العاصمة، لتسافر معهم في رحلة بالصور إلى عمق الجزائر.. لم تستسلم سهام للظروف الصحية والمرض، بل فجرت موهبتها ووصلت إلى قائمة أحسن 10 مصورين من فن ”الصورة المعاصرة”.وللشابة سهام صالحي أيضا مواهب في الرسم والمسرح وفن الكورال والسينما. واصلت ممارسة نشاطها المسرحي وحصلت على جائزة لمسرحية ”العنكبوت الشرير”، وهي مسرحية للأطفال كتبتها وأدتها سهام، فهي أيضا ”حكاوتية”. عندما أجرينا معها هذا الحوار على هامش مشاركتها في معرض ”قسنطينة تحل ضيفة على العاصمة”، وجدناها تتحدث أكثر عن زملائها من الفنانين الشباب.. بكل تواضع تحدثنا عن مسيرتها في حب الصورة والفن.حدثينا عن مشاركتك في معرض ”قسنطينة تحل ضيفة على العاصمة”؟هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في معرض بهذا الحجم والأهمية، حيث قدمت أعمالي في فرنسا وتونس ومعارض وطنية، ولكن المشاركة بمتحف الفنون المعاصرة لها طابع خاص، نتشارك الفرحة مع فنانين آخرين من ولاية قسنطينة، وهذه فرصة حقيقة للشباب المبدع في مجال ”الصورة المعاصرة” غير المعروفة في العالم العربي، وقد جاءت فكرة هذا المعرض عندما زارنا مدير المتحف في مدينة قسنطينة وطلب مني نقل أعمالي إلى متحف ”الماما”، وقد أكد على ضرورة أن يكون معي 11 مصورا من مدينة الجسور المعلّقة.ما هو الفرق بين الصورة المعاصرة والصورة الكلاسيكية؟تختلف في مفهومها الفلسفي، نحن نرسم بآلة التصوير، نرسم الضوء، نرسم الأشعة ونورها.. هي أفكار وأحاسيس نجسدها في صورنا، وهي ليست كالصورة الكلاسيكية التي تنقل الحقيقة كما هي، وبإمكان أي شخص أن يلتقطها.هل هناك فرصة لتعلم هذا الفن في الجزائر؟أنا عصامية وتعلمي ذاتي، ومعظم الفنانين المصورين عصاميون، في هذا المجال لا يوجد الكثير من فرص التكوين، ولكن حظينا بفرصة للتكوين على يد المصور الفرنسي ذي الأصول جزائرية برونو بوجلال، وهو مدرب عالمي في فن التصوير، وقد عملنا بورشة لمدة 15 يوما بدار عبد اللطيف، وكان الهدف هو تمثيل الجزائر في ملتقى إفريقي في بماكو، وتم اختيارنا من أربع جهات من الجزائر من بين 34 مصورا عبر العالم، وقد تم اختياري من بين 800 منافس كما اختِرت لعرض صوري في جنوب فرنسا أيضا.نلمس في أعمالك العمق الفلسفي الذي يبحث عن عمق الأشياء ويحاور ما وراء الواقع؟أبحث عن العمق الروحاني، الصور هي جزء مني، في صوري هناك المسرح الذي يحكي جزءا من واقعي، وفلسفة الحياة والفكر، لا أطلق عليها اسم صورة وإنما إحساس، والفن إحساس بالدرجة الأولى، أحاول نقل هذه المشاعر إلى المسرح عبر فن الحكاية ”حكاوتية للأطفال”.. من الصعب على المرأة أن تكون ممثلة مسرحية لأن المجتمع القسنطيني محافظ ولا يسمح للمرأة أن تكون ممثلة بسهولة، بالإضافة إلى إعاقتي العصبية العضلية، الأمر الذي جعل من حركتي الجسدية محدودة، لهذا اخترت فن ”الحكاوتية” الذي لا يتطلب الحركة، ولكنه يختزل كل الجهد المسرحي من تعبير الوجه والصوت والأداء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات