السلام عليكم، أتشرف اليوم بكتابتي للأستاذ المحترم سعد بوعقبة الذي أتابع كتاباته ومنشوراته منذ مدة.سيدي الكريم، لفت انتباهي مقال لكم منشور في عمود “نقطة نظام” بجريدة “الخبر” الصادرة يوم: 18/10/2015 حول الفساد ودعم الحكومة لشتى طرق النصب والاحتيال، ولو أني مع أفكاركم في النقاط الأولى المتعلقة بأموال المنخرطين “إجباريا” في الضمان الاجتماعي، وكذا الأولويات العرجاء في أموال الحج وغيرها، إلا أنني أردت أن أضيف بعض النقاط فيما تعلق بموضوع “خدام بيوت الله” أجدها مهمة، محاولا جاهدا أن ألخصها لشخصكم الموقر قدر المستطاع: كنت من المعجبين بجمعية خدام بيوت الله كـ”فكرة”، وقمت بمساعدة بعض المحسنين، جلهم شباب، بإطلاق ما سمي آنذاك “المكتب الولائي لخدام بيوت الله لولاية عين تموشنت”، ولازلنا نحاول مزاولة نشاطنا رغم كل الصعوبات. (هدفها جمع الأموال من المحسنين لتنظيف بيوت الله في الجزائر..) أحيطكم علما سيدي (وليس دفاعا عن أناس لا أعرفهم) بأن من شروط نجاح الفكرة أنها لا تستلم أموالا مباشرة، ونحن لم نقم في أي مناسبة بجمع أموال لا من الناس ولا من المساجد ولا من طرف مديرية الشؤون الدينية أو جهة رسمية أخرى، ولكم أن تتحققوا من أقوالي عن طريق صفحتنا في الفايسبوك. الدعم الرسمي الوحيد كان متمثلا في التراخيص الأسبوعية المسلمة من طرف مديرية الشؤون الدينية والتي من خلالها سهلت لنا الأمور التنظيمية مع الأئمة، وكذا بعض النصائح والإرشادات المقدمة من طرف السيد مدير الشؤون الدينية وهو مشكور على ذلك. لم يكن لنا أي لقاء مباشر مع “مؤسس” هذه الجمعية، السيد نور الدين طلبة، واقتصر هذا الاتصال على بعض الاتصالات الهاتفية وعبر “النت”، وهنا بيت القصيد. منذ البداية، ألححنا، وكذلك السيد مدير الشؤون الدينية مع مؤسس الجمعية، على الطابع القانوني لنشاطنا، وطالبناه، منذ أزيد من 4 أشهر، بضرورة موافاتنا بنسخة من اعتماده وتكليف بإنشاء مكتب.. وكل ذلك سعيا منا لتفادي أي استنتاجات مغلطة مستقبلا حول طبيعة عملنا كشباب، ونظرا لحساسية النشاط الجمعوي داخل المساجد. غير أن السيد نور الدين طلبة لم يكلف نفسه عناء الاستجابة لأدنى شروطنا، مكتفيا بوعود خالفها وهروب نحو الخلف، فارتأينا أن لا ننتظر الأمور الإدارية ونتجه نحو العمل التطوعي. ما شد انتباهي هو سلوك هذا الشخص، ففي عز حر شهر رمضان المعظم، قام بجولات ماراطونية لكافة ولايات الجزائر من أجل تدشين مكتب كذا وكذا، ويستند كما يقول إلى “توثيق هذه اللقاءات” بالصور، ناهيك عن استقبال مشايخ الأزهر في وهران، وهو، حسب نظري، محاولة لتلميع صورته لا أكثر! الروح الحماسية في بداية المشوار دفعتني للاتصال بالإخوة الناشطين في نفس المجال بعدة مكاتب أخرى، فبدأت أكتشف حقائق أخرى وصورة أصلية غير ملمعة لهذه الجمعية. مازاد الطين بلة هو ما سمي “رحلة الأواهين الأولى والثانية”، حيث أحسست أن النشاط انحرف عن مساره الحقيقي وأصبح “بزنسة” بصريح العبارة، وهنا قررنا أن نحصر نشاطنا تحت لواء نشاط تطوعي محلي دون الانتساب لأي اتجاه كان، فغايتنا قبل كل شيء إرضاء الله سبحانه وتعالى وأن نطمع في جزائه دون غيره من العباد. نقطة أخيرة سيدي الكريم، وهي دور بعض وسائل الإعلام في الترويج الخاطئ لهؤلاء البزناسيين.. فأنا شخصيا تعرفت على هذه الجمعية عن طريق مقال صحفي، التي تفننت في سرد دورهم الملائكي واستقبال ملك السعودية لهم وما يليه من الخرافات التي اتضح فيما بعد أنها كانت الجزء المرئي من صخرة الجليد، وما خفي كان أعظم. أما نحن فغايتنا الوحيدة كشباب واع هي مرضاة ربنا، والمساعدة على طريقتنا وبإمكانياتنا.أرجو أنني لم أطل عليكم الكتابة، وأن تتفضلوا ولو بأسطر لتصويب ما كتبتم في هذه النقطة، ففكرة خدمة بيوت الله رائعة ومشوقة، لكنها تحتاج رجالا لا بزناسيين.أمين الدرڤال: عين تموشنت ملاحظة: المعلومات التي نشرتها صحيحة وموثقة... أشكرك على أنك برّأت المغرر بهم من نية الاحتيال والنصب، وأنا بدوري أشد على يدك... لأنني أخاف من أن أظلم الناس بما أكتب.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات