”في ليبيـــــــــــــا لا تفريـــــــق بــــين الاغتيــــالات السياسيـــــــــــــــة والقبليــــــة والشخصيـــــــة”

+ -

أعلن البحث الجنائي الليبي أن محمود عبد الرحمن، عم الناشطة انتصار الحصائري، هو من قام باغتيالها، وبما أنكما كنتما في تونس معا قبل عودتكما إلى ليبيا، فهل تعتقدين أن الأمر ممكن الحدوث؟ في حقيقة الأمر، لا يمكن الجزم بأن عم الراحلة انتصار هو من قام باغتيالها، كما لا يمكن أيضا التأكيد أنها مجرد تلفيق تهمة، هناك تضارب في الأقوال إلى حد الساعة، ولا أحد يعرف الحقيقة، كلنا نصحنا انتصار بعدم العودة إلى الديار والبقاء في تونس، خاصة بعد إعلان الخلافة الإسلامية في العاصمة طرابلس، فالوضع أضحى أكثر تعقيدا هناك، وقد يكون أخطر في الأيام المقبلة، إلا أنها أصرت على الرجوع، كونها ذهبت بحقيبة ملابس فقط ومبلغ بسيط كغيرها من الناشطين، ولم تستطع العيش في تونس، وآثرت العودة إلى أرض الوطن والمجازفة، وعدنا مع بعض.تقولين إن الكل نصحها بالعدول عن قرار العودة، فلماذا عدت أنت؟أنا ليس لدي ما أخسره، فرأسي فداء بدل جميع الرؤوس الأخرى، كما أنني لم أتجه إلى طرابلس، وكان علي العودة لتسليط الضوء على بعض المشاكل ومتابعتها على أرض الواقع، كان علي الرجوع لمعرفة ما الذي يحدث في أرض الوطن، من أجل توثيق الانتهاكات الحاصلة، وإجراء تقارير حول الاعتداءات في حق الشعب الأعزل والتي تشارك فيها أطراف عدة، إلى جانب مشكل القبائل العشوائية التي تختطف أناسا أبرياء يتم تعذيبهم في برشس. فالوضع في ليبيا متأزم وخطير، يلقون عليك القبض بمجرد أن تتكلم، ما إن تخالف رأي الجهة التي تحكم المنطقة التي أنت متواجد فيها حتى وتتعرض للاعتقال، غبت شهرين وتفاجأت أكثر لدى عودتي.لكن هل ترين أن التقارير سيكون لها تأثير في ظل ما تشهده ليبيا يوميا من انتهاكات لحقوق مدنييها وناشطيها وما إلى ذلك؟ النتيجة ليست وقتية، والتوثيق ضروري حتى لا تضيع حقوق الناس، ستطلع شمس الحرية في ليبيا يوما، وستكون هناك دولة قانون، ويمكن الاستدلال بهذه الوثائق عندها في التحقيقات والمحاكمات، الآن لا نستطيع عمل شيء، ولن يُعتد بها حاليا، لكن سيأتي وقتها.وماذا عن رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا الذي أطلق سراحه بعد أسبوعين من اختطافه، ليشاع أن القضية شخصية؟ في هذا الموضوع بالذات، أقول لك إن اللجنة وطنية حكومية، وهي تابعة لوزارة العدل، وموظفوها يتقاضون رواتب وليسوا ناشطين حقوقيين، لديهم مفاهيمهم الخاصة بهم، ولم يفهموا بعد آليات عملهم، المهم أنهم لا يخالفون الدولة، ويلحقون بالمنظمة أشخاصا من باب الصحبة والجهوية، دون صياغة قانون تأسيسي صحيح، لذا لا أعرف إن كانت القضية شخصية أو لا. كما أن هناك شخصا اختطف من قبل الجيش الليبي لا أحد سلط عليه الضوء، وهو الناشط المدني يوسف الترهوني من بنغازي الذي قبل العزاء في أخيه الذي كان ضمن الجماعة الإسلامية وقُتل، ولا أحد يعرف إلى اليوم إلى أين أخذوه.هل اختلطت الاغتيالات السياسية بالاغتيالات الشخصية أو القبلية؟ كل قضية لها بعدها الخاص، قد تكون اغتيالات سياسية أو قبلية أو شخصية أو ثأرية، لا نستطيع اليوم في ليبيا التفريق بين الاغتيالات، فكل واحد يعلق القضية على شماعة معينة، الإسلاميون، الليبراليون، الجيش.. لا توجد رؤية واضحة للقضايا لغياب التحقيقات، الأمور مجرد تخمينات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: