+ -

ووري الثرى، أمس، جثمان الكاتب الكبير جمال الغيطاني، بمقابر الأوتستراد على الطريق الدائري بالقاهرة، بعد صلاة العصر، حيث أقيمت على روحه صلاة الجنازة بمسجد السيدة نفيسة. وتوفي الكاتب عن عمر ناهز 70 عاما، بعد صراع مع المرض، بعد أن رقد في رعاية القلب المفتوح في جناح الطوارئ بمستشفى الجلاء العسكري، منذ منتصف أوت الماضي، حيث مكث على أجهزة التنفس الصناعي منذ دخوله المستشفى، الذي نقل إليه في حالة متأخرة، وذلك بعد أن توقفت عضلات قلبه تمامًا. فقدت الساحة الأدبية المصرية والعربية، قيمة أدبية عظيمة، برحيل الأديب والكاتب الكبير جمال الغيطاني، الذي وضع لنفسه مكانا مميزا ومرموقا في سجل الإبداع والنضال، كاتب أمتع قراءه بما خاطته أنامله، وأسعد قلوب من عرفوه بطيبته ورقيه في التعامل، فجاء خبر وفاته كالصاعقة عليهم.خيّم الحزن على الوسط الأدبي والإعلامي والثقافي في مصر والعالم العربي، الذي استيقظ على خبر وفاة الكاتب الكبير جمال الغيطاني، المعروف بأعماله الأدبية الأصيلة، ومنهجه في احترام حضارة أمته وثقافتها وتراثها، وتعمقه في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية وآدابهما، وجهوده الفكرية في الثقافة المصرية والعربية الإسلامية.جمال الغيطاني ذلك الناصر العروبي حتى النخاع، دافع عن القومية العربية، ووجه قرطاسه صوب الأنظمة الفاسدة، فدخل المعتقل، وتحدى وحيدا بالكلمة جبروت الحكام الديكتاتوريين، وإذا حدثته عن الجزائر وبلد المليون ونصف المليون شهيد، كانت عيناه تغرورقان بالدموع، ويشعر بحنين يجذبه نحوها، ولعل حبه وولعه بالجزائر، كان منبعثا من صداقته القوية جدا مع الروائي الطاهر وطار، فكان في كل حوار يجريه يذكر اسمه، ويعتبره من أهم الروائيين العرب، وحزن كثيرا لرحيله. حزن الغيطاني جدا لوضع الأمة العربية وانتشار آفة الإرهاب، وناد بضرورة تجديد الخطاب الديني، فوضع بصمته من خلال مشاركته بأفكاره الرصينة مع الأزهر الشريف في إعداد وثيقة “تجديد الخطاب الديني” التي لم تصدر بعد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات