بالأمس فقط قال الوزير الأول إنه يفتخر بإنقاذ الصندوق الوطني للتقاعد من الإفلاس! ولم يقل لنا القائل بماذا أنقذه؟! هل بضخ أموال من الخزينة في هذا الصندوق.. أم بتحسين تسيير الصندوق ووقف التلاعب بأمواله! لا أعتقد أن رئيس الحكومة بقوله: أنقذت الصندوق من الإفلاس، يقصد وقف الفساد وسوء تسيير أموال الصندوق... لأن الفساد في تسيير المال العام وأموال العمال في الصندوق ما يزال يمارس بصورة أبشع مما كان عليه في السابق.أولا: لماذا يواجه صندوق الضمان الاجتماعي الإفلاس.. والحال أن مداخيله من المفروض أن تكون أكبر من مصاريفه! لماذا كل صناديق التضامن والتقاعد في العالم لا تتعرض لما يتعرض له صندوق الجزائر... والإجابة واضحة، لأن أموال الصندوق تتصرف فيها الحكومة خارج قواعد التقاعد... فتصرف ما تشاء بأوامر من الحكومة على العلاج في الخارج بغير وجه حق، وتمارس بالصندوق سياسة العلاج المجاني للحكومة وإطارات الدولة في الخارج... وتطلق يد سيدي السعيد باسم العمال ليحول ما يشاء من أموال إلى الخليفة فينهبها وهي بمئات الملايير... ثم يقول أمام الناس وأمام العدالة: “فعلت ذلك وأتحمّل المسؤولية”.. ولا يحاسب ولا يعاقب!ثانيا: بالأمس سمعت أن تعاضدية عمال التربية قررت دفع 50% من ثمن الحج لأكثر من ألف حاج ينتمون إلى قطاع التعليم؟! لماذا لا تراقب الحكومة مثل هذه التصرفات.. هل الحج أولوية أمام الحالة الصحية للمرضى في القطاع الذين يحتاجون للعلاج في المؤسسات الخاصة الداخلية والأجنبية... هل الحج الذي هو على من استطاع يأتي قبل أجور المتقاعدين الذين أنقذهم الوزير الأول من خطر الإفلاس بإنقاذ الصندوق من خطر الإفلاس بأموال الخزينة.ثالثا: أكثر من هذا، سمعت أن جمعية محلية تسمي نفسها “جمعية خدام بيوت الله” قد تشكلت في قسنطينة لمساعدة المحسنين في قطاع الشؤون الدينية ومنهم وزير الدين، هدفها جمع الأموال من المحسنين لتنظيف بيوت الله في الجزائر... لكن سرعان ما تحوّل هدفها إلى نشاط آخر، وهو القيام بما يسمى السياحة الدينية، إذ لم تنظف بما جمعته من أموال مساجد الجزائر، بل اكترت طائرات وشحنت الناس بأموال المحسنين إلى مصر لتنظيف مساجد القاهرة... وشحنت طائرة أخرى بالأشخاص إلى مكة والمدينة لتنظيف المسجد النبوي الشريف والحرم المكي... هذا والله ما حدث، وقالوا ذلك بكل افتخار؟! ويستعدون الآن لشحن طائرة أخرى باتجاه إسطنبول لتنظيف مساجدها مثل المسجد الأزرق وآيا صوفيا وزيارة متاحف إسطنبول.ولا تستغربوا إذا سمعتم أن وزارة الشؤون الدينية قد ساعدت هؤلاء “المحتالين” على القيام برحلة تنظيف معبد بوذا في الهند أو تاج محل أو تنظيف الفاتيكان في روما أو تمثال الحرية في نيويورك أو برج إيفل في باريس! هل المسجد النبوي في حاجة لأن ينظفه خدام بيوت الله من الجزائر! وأطرف ما سمعت أن هؤلاء يفتخرون بأنهم تلقوا تدريبا على يد السعوديين في مكة على تكنولوجية غسل الأموات وتكفينهم، ويفتخرون بنقل هذه التقنيات إلى الجزائر!لكم أن تتساءلوا لماذا تندفع البلاد بهذه القوة نحو الاحتيال والنصب والفساد... والجواب واضح، لأن السلطة الفاسدة لا يمكن أن ينتج عنها سوى الفساد والاحتيال والنصب حتى في استغلال أقدس مقدسات الأمة وهو الدين. كم أنت بائسة يا جزائر.. وكم أنت مهملة وسائبة أمام “الشفّارة” والظلمة والفاسدين؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات