تم أول أمس ببيروت تكريم المجاهد لخضر بورقعة، عضو المؤتمر القومي العربي، وأحد قادة الثورة الميدانيين وقائد الولاية الرابعة في جيش التحرير الوطني الجزائري، بمناسبة الذكرى 61 لانطلاقة الثورة الجزائرية. أقيمت بالمناسبة، بدعوة من المنتدى القومي العربي، أمسية في “دار الندوة” حضرها سفير الجزائر احمد بوزيان، ورئيس مجلس إدارة دار الندوة الوزير السابق بشارة مرهج، ورئيس المنتدى القومي العربي د. محمد المجذوب، والرئيس المؤسس معن بشور، وأمين عام المؤتمر القومي العربي د. زياد حافظ، ومنسق عام المؤتمر القومي / الإسلامي خالد السفياني، كما حضر أعضاء الأمانة للمؤتمر القومي العربي من عدد من الدول العربية. وقام المجذوب وبشور ومرهج وسفير الجزائر وكريم رزقي بتسليم “درع الوفاء” للثورة الجزائرية إلى المجاهد الرائد لخضر بورقعة.افتتح الأمسية الوزير السابق بشارة مرهج بكلمة قال فيها إن دار الندوة “تعتز بحضور المجاهد الجزائري لخضر بورقعة الذي عرفناه جميعاً مناضلا طلائعياً في صفوف جيش التحرير الوطني الجزائري، الذي لعب دورا كبيرا في عملية التحرير، التي مازالت تعيش في ذاكرتنا ومخيلتنا، وتدفعنا دائما إلى الاقتداء بتلك الثورة الرائدة التي أدت خدمة كبيرة للشعب الجزائري ولشعوب العالم الثالث والعالم بأسره”. ثم تولى إدارة الأمسية عضو اللجنة التنفيذية للمنتدى القومي العربي، محمد قليلات، مذكرا بنشيد الثورة الجزائرية “قسماً” وبمعنى هذه الأمسية “التي نتذكر من خلالها ثورة الجزائر ونحن نكرّم قادتها الميدانيين”.أشاد أمين عام المؤتمر القومي العربي د. زياد حافظ، من جهته، بالثورة التحريرية وقال “أنا من جيل تفتح وعيه السياسي على ثورة الجزائر، بشهدائها ومعاركها ونشيدها، فكانت بالنسبة لي أحد مكونات ثقافتي الوطنية والقومية”، كما أثنى على المجاهد لخضر بورقعة “إن المجاهد بورقعة جسد لي النموذج النبيل من مجاهدي ثورة الجزائر، بجرأته وبلاغته في التعبير عن رأيه، وبانحيازه الدائم إلى الحق في مواجهة الباطل، وإلى الأمة في مواجهة أعدائها، وإلى فلسطين، وكل جرح عربي في مواجهة ما يحاك له”. ويؤكد في هذا الخصوص أن تكريم المجاهد بورقعة اليوم هو تكريم لكل شهيد وشهيدة في فلسطين، ولكل مناضل في هذه الانتفاضة الباسلة.ربط منسق عام المؤتمر القومي الإسلامي، خالد السفياني، في تدخله، بين تكريم المجاهد بورقعة وبين ما يجري في فلسطين من انتفاضة تذكر بثورة الجزائر المجيدة وتؤكد أن تحرير فلسطين قادم لا محالة. كما أبرز المناضل العراقي منتظر الزيدي الترابط العميق بين ثورة الجزائر ومقاومة الشعب العراقي للاحتلال، وأن بورقعة كان أحد الرموز التي انتصرت بالأمس للعراق في وجه الحصار والعدوان وتنتصر اليوم لفلسطين، تماماً كما هو حال كل الجزائريين. وأشار الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي، معن بشور، في كلمته، إلى أن المجاهد بورقعة لم يقاتل الاستعمار في بلاده، بل كان يقاتله في كل أرض عربية، قاتل العدوان الصهيوني العام 1967 في الجولان، وقاتله في مصر، وقد أطلق على ابنتيه اسم سيناء والجولان تأكيداً على وحدة الأمة ووحدة المصير العربي. وأشار بشور إلى تميّز بورقعة بميزتين هما الشجاعة والشهامة، الأولى “ظهرت خصوصاً خلال حرب تحرير الجزائر، والثانية بعد الاستقلال، حيث سجن ثماني سنوات بسبب إخفائه أحد زملائه في الثورة، والذي كانت تلاحقه السلطة في أواسط الستينات”، وعقب بقوله “ما يطرح معضلة تواجه كل الثورات والحركات والأحزاب التي تأكل أبناءها، والتي يقسو فيها الرفيق على رفيقه، والمناضل على زميله، والحزب على الحزب الآخر، والتيار على التيار المختلف عنه”، معلقا “حتى بتنا جميعاً أسرى تمزق لا يتوقف، وتفتيت لا ينتهي، واحتراب لا نهاية له”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات