البعوض وراء انتشار داء التهاب السحايا في جيجل

مازال الغموض يكتنف الأسباب الحقيقية لانتشار داء التهاب السحايا بولاية جيجل، الذي خلف منذ شهر جوان الماضي وإلى غاية يوم أمس أزيد من ثمانين مصابا، حسب الإحصاءات الرسمية. وفيما يرجع المختصون أسباب انتشار الداء إلى كثرة البعوض في المنطقة، يرى المواطنون وأهالي المصابين أن تدهور المحيط وغياب النظافة وراء تعقد الوضعية.شرعت فرقة مختصة من معهد باستور، أمس، في أخذ عينات من حشرة البعوض التي تنتشر بكثرة على مستوى منطقة جيجل، قصد إجراء التحاليل المخبرية عليها ومعرفة نوعها، لتسهيل عمليات الوقاية والعلاج ضد داء التهاب السحايا، بعد أن كشفت التحقيقات الأولية التي قام بها هؤلاء المختصون أن السبب الرئيسي وراء انتشار هذا المرض المعدي هو كثرة “الناموس” بالمنطقة.وقلل أعضاء فرقة معهد باستور، في تصريح إعلامي، من خطورة الداء، وأشاروا إلى أن التحاليل التي أجراها المعهد بينت وجود ثماني حالات إصابة بهذا المرض من نوع فيروس “غرب النيل” الذي يتنقل بين الأشخاص عن طريق البعوض، وبحكم أن منطقة جيجل، مثلما أضافوا، تعتبر من المناطق الرطبة التي يتكاثر بها البعوض بشكل سريع، فإن ذلك ساهم، حسبهم، في انتقال المرض بين العديد من الأشخاص، مؤكدين في السياق نفسه على ضرورة اتخاذ إجراءات للقضاء على هذه الحشرة.من جانب آخر، باشرت مصالح مديرية الصحة بالولاية في إجراءات وقائية بالتنسيق مع مكاتب الصحة والنظافة بالبلديات، قصد الحد من تكاثر البعوض بمختلف المناطق، عن طريق مكافحته عند بداية التكاثر. وغادرت، أمس، آخر مصابة مصلحة الأمراض المعدية لمستشفى مجذوب السعيد بمدينة الطاهير بعد تلقيها العلاج، فيما لم يفهم أهالي بعض الأشخاص الذين أصيبوا بالداء الأسباب الحقيقية وراء انتقال العدوى، غير أن أغلبهم تحدثوا عن الانتشار الكبير لـ”الناموس” بمختلف المناطق التي مسها المرض، على غرار تلك التي تتواجد ببلدية الطاهير، حيث برزت حالات إصابة بالداء في كل من أحياء الدمينة، أولاد فاضل، تابلالت، الثلاثة والطاهير مركز. وربط مواطنون من قريتي الدمينة وأولاد فاضل المجاورتين، في حديثهم لـ”الخبر”، معاناتهم اليومية مع انتشار البعوض بالتدهور الكبير للمحيط جراء سوء استغلال مركز الردم التقني للنفايات المتواجد بمحاذاتهم، والانتشار الكبير للروائح الكريهة.