تتذكرون أن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو زار الجزائر بعد توليه وراثة الحكم في كوبا من أخيه فيدال كاسترو... وبعد الزيارة الكوبية مباشرة ظهر الحديث عن حكاية التوريث للحكم في الجزائر على الطريقة الكوبية.. أي أن يرث الأخ أخاه كما حدث في كوبا... لأن حالة سوريا أو حالة مصر أو حالة اليمن ليست متوفرة في الحالة الجزائرية.كنت أعرف أن الكوبيين لا يحبون بوتفليقة، فقد زرت كوبا سنة 1978 ولمست أن رجال الإعلام والسياسة والشباب والمثقفين يعتبرون أن بوتفليقة كان وراء إطاحة بومدين بالرجل السياسي الثوري بن بلة سنة 1965 وعطل بفعله هذا الحركة الثورية في إفريقيا... وقد قال لي صحفي كوبي صراحة: “إن بوتفليقة عندكم يشبه تشانبي في الكونغو الذي أطاح بباتريس لومومبا.. أو ذلك الضابط الذي أطاح بكوامي نكروما في غانا”.لو لم أكن وقتها صحبة سفير الجزائر في هافانا لبصقت على هذا الصحفي، لأن تشانبي كان وقتها مسجونا في الجزائر من طرف حكومة جزائرية ثورية بوتفليقة وزير خارجيتها! وقد مات تشانبي في أحد سجون الجزائر. عندما زار رؤول كاسترو الجزائر تساءلت: ما الذي يجمع بوتفليقة بمن يكره في كوبا؟! لكن عندما بدأ الحديث عن التوريث عرفت السبب المقبول عقلا ونقلا لهذه الزيارة حتى ولو كان الأمر من باب الخيال السياسي.اليوم يزور عمر البشير، رئيس السودان، الجزائر... ولا تتعجبوا أن تعقب زيارته إلى الجزائر بداية الحديث عن حكاية الجنرال الديمقراطي سوار الذهب الذي نفذ انقلابا ضد النميري ونظم انتخابات حرة وصل فيها الإسلاميون إلى الحكم في الخرطوم، قاد فيها العسكر عمر البشير وقاد فيها الإسلاميين المفكر الكبير حسن الترابي.ولأول مرة يتحالف العسكر مع الإسلاميين في بلد عربي ويستلمون السلطة...! وحدث هذا في بلد عربي.. فهل يتكرر الأمر في الجزائر.؟ لكن من هو سوار الذهب ومن هو عمر البشير في الجزائر؟! ومن هو الترابي الجزائري؟ إذا كان بوتفليقة هو النميري؟! هل مزراڤ هو الترابي..؟! ما أتعس الجزائر إذا كان هذا هو حالها قياسا بالسودان؟! وبقي أن نعرف من هي المنطقة التي تكون جوبا الجزائر... ومن هو ڤرنڤ الجزائر. بعض الناس قالوا إن عمر البشير جاء إلى الجزائر ليبيع ربراب لبوتفليقة.! لأن ربراب يريد استثمارات في السودان وبوتفليقة يريد مطاردته في الجزائر وفي السودان أيضا؟! ما أتعس السلطة في الجزائر عندما تتعاون مع الأجانب ضد رجال أعمالها.! إذا كان هذا الكلام صحيحا؟!لقد زرت السودان مرتين... والعلاقات الجزائرية - السودانية كانت مقطوعة بسبب دعم السودان للإرهاب في الجزائر آنذاك.وكان سبب قطع العلاقات مع السودان أن هذا البلد، وإيران، يهدد أمن واستقرار الجزائر.. وبعد زيارتي للسودان تم استدعائي من طرف مصالح الأمن في وزارة الدفاع وسئلت.. “لماذا ذهبت إلى السودان؟”، فقلت لهم: “لأعرف قوة هذا البلد”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات