الآن حصحص الحق.. وبدأت قضية الغاز الصخري تتجه نحو ضرب الوحدة الوطنية في العمق.. فبدأ الحديث عن الحراك الجنوبي تماما مثلما حدث في اليمن ذات يوم وحدث في السودان أيضاǃ وكان موضوعه أيضا الظم والتهميش والحڤرة والاستبداد والصراع حول ثروة البترول وسوء التصرف فيها.لقد “شوك لحمي” عندما سمعت أحد مواطني الجنوب يجهش بالبكاء وهو يتحدث عن الظلم والحڤرة التي يتعرض لها شباب عين صالح من طرف سلطة الرئيس بوتفليقةǃلست أدري كيف تتوسط سلطة الرئيس بوتفليقة في حل مشكل شمال مالي مع حكامه؟ǃ وهي المشكلة التي كان أساس ظهورها الظلم والحڤرة والتهميش الذي أحس به شمال مالي جراء ممارسات حكام باماكو.. كيف يحل حكم بوتفليقة مظالم شمال مالي، ولا يحل مشاكل مظالم حكمه نحو جنوب الجزائر؟ǃما قام به شباب عين صالح نحو القاعدة الأمريكية التي تبحث عن الغاز الصخري يقوض كل مساعي الدولة الجزائرية لحفظ الأمن في الجنوب ضمانا لعودة النشاط الأجنبي البترولي بعد كارثة تيڤنتورينǃأحداث عين صالح الأخيرة.. خطيرة جدا وتمس بأمن النشاط البترولي الأجنبي في صحراء الجزائر أكثر مما مست به أحداث تيڤنتورين، لأن أحداث تيڤنتورين عمل إرهابي.. لكن أحداث قاعدة أمريكا في عين صالح تدل على أن القضية أصبحت مع الشعب.. وليس مع الإرهابǃلاحظوا أن أحداث السبت في عين صالح كان قد سبقها تصريحات للحكومة الفرنسية وأخرى للحكومة الأمريكية، تنصحان فيها رعاياها بعدم الذهاب إلى الجزائر؟ǃومعنى هذا الكلام أن الأمريكان يعرفون بالتدقيق ما يقع في الجزائر.. وربما أكثر مما يعرفه الرئيس بوتفليقة نفسه عن الأزمة الشعبية في الصحراء، ولهذا نقول له: يا رئيس التراجع ليس عيباǃبقي أن نقول لأبواق النظام الذين يتهمون حراك الجنوب بالعمالة للخارج.. كيف يكون هؤلاء عملاء لأمريكا وفرنسا وهم يحاصرون قواعد شركات هذه الدول ويطالبونها بالرحيل عن البلد؟ǃلقد سمعت كلاما قاله بعض رجال الأمن للمتظاهرين اربأ بنفسي عن ذكره هنا، لأنه يدل على اتجاه خطير للأزمة بدأ يتبلور.الرئيس بوتفليقة يتحمّل وحده تبعات هذا التطور الخطير، لأنه عالج موضوع عين صالح بطريقة معالجة قضية القبائل نفسها قبل سنوات، أي العلاج بالتعفنǃ
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات