+ -

 عندما تقول الرئاسة باسم الرئيس: “إن الإصلاحات التي نفذت في (D.R.S) قد تم وضعها في خطة منذ ربع قرن”ǃ فهذا القول يدل على أن خطة وعملية إعادة هيكلة هذا الجهاز قد وضعت قبل مجيء الرئيس بوتفليقة بـ 9 سنوات، وأنه لا فضل للرئيس في وضع هذه الخطة وتنفيذها.. بل قد يفهم الناس أن الخطة وضعها “الراحل” توفيق ومن معه عند مجيئه قبل ربع قرنǃويبقى التساؤل: لماذا تلجأ الرئاسة إلى إسناد العملية لغير الرئيس؟ǃ هل لأن الرئيس قد تعرّض إلى انتقاد أو ضغط بخصوص العملية من جهة محددة في الوطن، فاضطر إلى القول إن الخطة وضعت قبله؟ǃواضح أن الرئاسة عندما تتحدث عن وجود خطة لهيكلة (D.R.S) قبل ربع قرن؛ تريد بذلك رفع الحرج عن الرئاسة والرئيس بخصوص تبعات نتائج هذه العملية، وتحوّل الرئيس والرئاسة إلى مجرد منفذ وليس واضعا لهذه الخطة.. والهدف من مثل هذا التفسير يبدو واضحا؛ فالرئيس لا يريد أن يتحمّل لوحده تبعات ارتدادات هذه العملية.. أو هكذا يريد أن يعطي الانطباع عند إصدار هذا التفسير الرئاسي للعملية، خاصة بعد تحرك الأرسيدي في منطقة القبائل وتحرك بجاية لنصرة ربرابǃ وهو ما جعل الرئيس والرئاسة يصدران بيانا بلا مناسبة لتوضيح الأمورǃكلنا يتذكر أن محاولة تمدين (D.R.S) قد ظهرت مع مجيء وزير الداخلية اليزيد زرهوني، وأن ضغوطا قوية قد مورست على الرئيس بوتفليقة حتى لا يسير في هذا الاتجاه لاعتبارات تخص التوازنات في السلطة، وتخص المشاكل القائمة بين الزمر المتحالفة في السلطة. كان هذا قبل 10 سنوات.. لكن اليوم بعد أن تمت عمليات التصفية في دواليب السلطة، بات من المقبول أن تتم عملية تمدين (D.R.S) دون مشاكل، أو هكذا أصبح الاعتقاد في محيط الرئيس ورجاله.. لكن ردة الفعل العنيفة من المتضررين من العملية، لم تكن في الحسبان، ولذلك ظهر للرئيس أن يتخلّص من تبعات العملية ويسندها إلى خطة وجدت قبله.لا شك فإن بيان الرئاسة بخصوص العملية، الذي جاء متأخرا عن العملية، قد يعطي الانطباع بأن الرئيس لا يشعر بالارتياح مما قام به أو قاموا به مكانه وباسمه.. وجاء بيان الرئاسة بخصوص العملية ليدل على أن الرئيس موقفه ضعيف في هذه العملية، حتى ولو أن الرأي العام أحس بقوة الرئيس وهو ينجز ما أقدم عليه.فالرئيس الذي يواجه صعوبات في تنفيذ الإصلاحات الدستورية المأمولة، ويواجه صعوبات في تنفيذ عملية إعادة هيكلة (D.R.S)، ويواجه صعوبات في إدارة الأزمة الاقتصادية، هو رئيس ليس بتلك القوة السياسية التي اعتقدها الرأي العام عند الإعلان عن الإصلاحات الجذرية في أقوى حزب حاكم في البلاد منذ الاستقلال، وهو حزب (D.R.S).. فهل كان الرئيس مجبرا على التنصل مما قام به في جهاز (D.R.S)؟ وحدها الأيام ستكشف عن ذلك.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات