+ -

امرأة عقدت اليمين على عدم فعل شيء ثم فعلته فماذا عليها؟  أوّلاً ينبغي بيان حكم أمر يقع فيه كثير من النّاس وهو تحريم الحلف بغير الله، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمَن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت” أخرجه البخاري ومسلم. فالحلف بغير الله يستوجب عقاب الله ولا كفارة على الحِنْث فيه إلاّ التوبة والاستغفار، كما ينبغي على المؤمن أن يحفظ إيمانه وأن يراقب لسانه وأن يكفه عن الحلف على كلّ صغيرة وكبيرة وعلى كلّ حقير وجليل، قال تعالى: {وَلاَ تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} البقرة:224.واليمين ثلاثة أقسام: يمين اللغو، اليمين المنعقدة واليمين الغموس.أمّا يمين اللغو: فهو الّذي يجري على اللسان من غير عقد للقلب كقول القائل: لا والله وبلى والله، فهذه لا كفارة فيها.واليمين الغَمُوس: هي الحلف مع عقد القلب على أمر كاذب وهذه تغمس صاحبها في النّار إلاّ أن يتوب ويستغفر لله.أمّا القسم الثالث: فهي اليمين المنعقدة الصادرة عن قصد وعقد قلب، ثمّ رأى الحالف المصالحة في مخالفة يمينه وفي الحنث، فإن الله رحم عباده وشرع لهم كفارة وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإذا عجز الحالف عن أحدهما انتقل إلى صوم ثلاثة أيام ويجوز صومها متفرقة والأفضل كما قال أهل العلم أن تكون متّصلة ليكون أثرها في تهذيب النّفس أعظم.فتاة تسأل عن حكم قراءة الأبراج يوميًا والتصديق بما يرد فيها؟ إنّ تلك الأبراج وسيلة من وسائل شياطين الإنس والجن، يتّخذونها من أجل ادعاء علم الغيب، فلا يجوز طلب معرفتها ولا قراءتها، ولا يجوز التصديق بها لأنّها ضرب من ضروب الشرك بالله تعالى، لأنّ علم الغيب خاص بالله تعالى وحده، قال سبحانه وتعالى: {قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} النمل:65. كما لا يجوز قراءتها من أجل التسلية بها فقط، لأن ذلك يعتبر من قبيل اللهو المحرّم، وعلى الإنسان الّذي يبتغي الرزق من الله وحده أن يستعين به سبحانه وتعالى وأن يتوكّل عليه، وأن يشتغل بما يحقّق العبودية لله سبحانه وتعالى في جميع الأحوال، والله أعلم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات