+ -

 عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه أنّه قال: “دعتني أمّي يومًا ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم قاعدٌ في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “وما أردتِ أن تُعطيه؟”، قالت: أعطيه تمرًا، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أمَا إنّك لو لم تعطه شيئًا كُتِبَت عليك كِذْبَة” رواه أبو داود.إنّ المربّي، سواءٌ أكان والدًا في البيت، أو معلّمًا في المدرسة، أو ناشطًا في حقلٍ دعوي، أو شيخًا في الحلقة، تحت المجهر دائمًا من قِبَل المتربّين خصوصًا عندما يكونون في المراحل العمريّة المبكّرة، وإنّ أيّ فعلٍ يصدر من المربّين إنّما هو بمثابة التّوجيه الفعلي للمتلّقي، الّذي لو تعارض عنده قول المربّي وفعله فلعلّه أن يُقدّم الفعل لا شعوريًّا، لذلك كان على المربّين استشعار خطورة الأمر والتنبّه لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ} الصف:2-3. ولربّما ظنّ البعض أنّ المسألة أهون من ذلك، وأنّ الأمر ليس سوى كذبة صغيرة، لكنّ الطّرف الآخر لا ينظر إليها كذلك، خصوصًا أنّ الأطفال يحبّون المحاكاة من تلقاء أنفسهم، فينشأون على هذا الخُلُق الذّميم.ويظهر الأثر المدمّر للكذب على الأطفال في صورة فقدان الطفل للثِّقة بأبويه جرّاء عدم التزامهما بالوعد المقطوع، الأمر الّذي يجعله يشكّك في أيّ وعدٍ مستقبلي صادرٍ منهما، وحبل الثّقة بين الوالد والولد إذا انقطع فإنّه يصعب وصله.والمقصود هنا أن تُغرس فضيلة الصِّدق في نفوس الأطفال، وقد قال عليه الصّلاة والسّلام: “عليكم بالصِّدق؛ فإنّ الصّدق يهدي إلى البِرّ، وإنّ البِرّ يهدي إلى الجنّة، وما يزال الرّجُل يصدَق ويتحرَّى الصّدق حتّى يُكتَب عند الله صِدّيقًا، وإيّاكم والكذب؛ فإنّ الكذب يهدي إلى الفُجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، ومايزال الرجل يكذب ويَتحرَّى الكذب حتّى يُكتَبَ عند الله كَذّابًا” متفق عليه واللّفظ لمسلم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات