اليوم وزير العدل الطيب لوح ليس هو الطيب لوح المناضل الذي عرفاه أيام كان يرأس نقابة القضاة ويناضل من أجل استقلال العدالة وعزة واستقلال القضاء... وإلا ما كان له أن يقول ما قاله في سطيف بخصوص سجن الجنرال بن حديد! وذنبه “الكبير” أنه قال رأيه في طريقة تسيير الرئيس للبلد:أولا: لوح المناضل من أجل العدالة قبل 25 سنة كنا نناديه في الصحافة “الطيب الوطني” لانحيازه للعدل والحرية وهو يناضل على رأس نقابة القضاة... فهل ماضيه ينسجم مع حاضره كوزير وهو يتهدد الناس بالسكوت عما يحصل في البلد، وإلا سيكون مصيرهم المتابعة القضائية كما حصل لبن حديد؟!ما الفرق بين عدالة الليل التي تمت ضد بن فليس ذات يوم من عام 2004، وعدالة “لبراكاج” في الطريق السريع التي تمت ضد الجنرال بن حديد؟! هل بهذه الممارسات نشيّد دولة القانون والحق والعدل؟!حنون قالت: إن الطريقة التي اعتقل بها الجنرال بن حديد كان من الواجب أن يعتقل بها شكيب خليل... وأنا أقول: ليس هناك وجه شبه بين الحالتين.. الأول مارس حقه في التنديد بسوء تسيير البلاد... والثاني مارس حقه في سوء التسيير!لهذا، فإن مصالح الأمن والتحريات التابعة لـ (D.R.S) تم حلها، أو نقلت إلى جهة أخرى، لأنها تجرأت على كشف ممارسات “ابن الأكرمين” وجدة وتلمسان.. في حين يقوم النائب العام بوضع الجنرال بن حديد في الحبس الاحتياطي، لأنه لا يملك بيتا خارج الوطن يمكن أن يهرب إليه كما هو حال شكيب خليل؟!ترى: لماذا يحمى شكيب خليل من طرف العدالة كونه صدرت ضده مذكرة توقيف من مجلس قضاء الجزائر، وليس من المحكمة العليا كما ينصص على ذلك القانون التفضيلي الذي يميز بين المواطنين والمسؤولين أمام القضاء!؟ ترى: لماذا لا يسري الأمر نفسه على الجنرال بن حديد... أليس هو أيضا من الإطارات السامية التي من المفروض أن تكون فوق القانون العادي؟! أم أن العدالة عندنا هي عدالة “الطاكسي فون”!ثانيا: قضية الجنرال بن حديد كشفت عن تعسف في استعمال السلطة تجاوز كل التوقّعات ! وكشفت عن تعسف في استعمال العدالة بطريقة مؤسفة. فإذا كان هناك من تضرر من تصريحات الجنرال المتقاعد بما يمكن أن يوصف بالقذف، فما على المتضرر إلا أن يلجأ إلى العدالة ولا يستخدم القوة العمومية ضد المعني قبل أن يمر أمام العدالة، خاصة وأن قضايا القذف لا تتطلب السجن الاحتياطي.. أما إذا كان الأمر يتعلق بإفشاء أسرار عسكرية، فالمجال يختلف والمعالجة تختلف.وعلى أي حال، كل الجزائريين الأسوياء سعداء بما حصل للجنرال بن حديد؛ لأنه في الحقيقة خطوة على طريق الخلاص لهذا البلد مما هو فيه... فكلما عمّ الظلم وكثر، كلما قربت ساعة الخلاص... والحرية مثل النور؛ يبزغ دائما من قلب الظلام ! كل الأحرار يحسون بطعم الحرية في غياهب السجون، لهذا يقول عقلاء شعبنا “السجن للرجال حرية”؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات