عباس يهدد بإلغاء الاتفاقيات مع إسرائيل لتحريك المفاوضات

38serv

+ -

تتجه الأنظار نحو ما إذا كانت الأراضي الفلسطينية مقبلة على انتفاضة عارمة في ظل جرائم الاحتلال وتعنته المستمر تجاه الحقوق الفلسطينية، وهذا ما دفع الرئيس محمود عباس، خلال كلمة ألقاها في مقر الأمم المتحدة الأربعاء الماضي، إلى إعلان أن الجانب الفلسطيني لا يمكنه الاستمرار في الالتزام بالاتفاقات الموقعة مع الاحتلال، في ظل عدم التزام الأخيرة بها، لكن من غير المعلوم بعد ما إذا كان عباس سينفّذ إعلانه، أو سيوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال. قال أستاذ العلوم السياسية د. رائد نعيرات إن ”من الصعب القول إن عملية إيتمار تمثل شرارة انتفاضة في الضفة الغربية”، لكن يضيف لـ ”الخبر” أن ”ما تشهده الضفة الغربية واضح أنه باتجاه قد يؤدي إلى تصعيد الموقف الميداني”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنه ”قد يكون من المبكر الحديث عن شرارة انتفاضة، ولكن دون أدنى شك منذ شهرين هناك تصعيد في الحالة الميدانية تكاد تقترب من شكل انتفاضة”.وعما إذا كان عباس سينفذ ما أعلنه في خطابه بنيويورك بشأن الاتفاقات مع الاحتلال، كشف عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح أن رئيس السلطة الفلسطينية أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه لن يطبق بشكل فوري القرارات التي اتخذها في خطابه بالأمم المتحدة، والمتعلقة بوقف العمل بجميع الاتفاقيات السياسية والاقتصادية التي وقعت مع إسرائيل.وقال عضو اللجنة في تصريح لـ ”الخبر” إن عباس أوضح للإدارة الأمريكية أن تطبيق القرارات المهمة التي اتخذها الأربعاء الماضي يحتاج لبعض الوقت، وقد يستغرق ذلك من شهرين إلى 5 أشهر على الأقل.وأوضح القيادي الفتحاوي أن كيري طرح على عباس أن يبدأ بجهود جديدة خلال تلك الفترة لتقريب وجهات النظر الفلسطينية الإسرائيلية، من أجل العودة لمربع المفاوضات من جديد بعد توقفها في نهاية شهر مارس من العام الماضي. وأضاف ”عباس لم يعارض مقترح كيري لتحريك مياه المفاوضات الراكدة”، وأكد له أنه سيقدم كل الدعم للجهود الأمريكية، ولكن لم يوافق على أيّ مفاوضات إلا بضمانات عربية ودولية موثوق بها وضمن سقف زمني محدّد.وعلى الأرض يواصل جيش الاحتلال عملية بحث واسعة في الضفة الغربية من أجل العثور على منفذي الهجوم الذي أدّى إلى مقتل مستوطنين في نابلس، في حين واصل المستوطنون أمس اعتداءاتهم الإجرامية بحق المواطنين في مختلف محافظات الضفة، ما أدّى إلى إصابة العديد من المواطنين بجروح وإلحاق أضرار مادية بمركباتهم وممتلكاتهم، وذلك بحماية قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص باتجاه المواطنين الذين حاولوا التصدي لهذه الاعتداءات.وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال ”إن القوات الإسرائيلية تقوم بعملية بحث مكثفة”، وشوهد عدد كبير من الجنود يدققون في السيارات التي تمر على الطريق المؤدي إلى مكان الهجوم.وفي تقرير مفصل نشرته كبرى الصحف العبرية، ذكرت ”أن قوات كبيرة من لواء جيش الاحتلال ترافقها قوات خاصة وضباط مخابرات يواصلون تمشيط القرى الفلسطينية شمال الضفة بحثًا عن منفذي العملية”. ويدعي التقرير أن هناك اتجاهات قد تدلّهم على الفاعلين، ويدور الحديث عن خلية فلسطينية منظمة مع بنية تحتية ومعاونين وليست مجرد عملية ارتجالية.وفي الوقت نفسه قالت القناة العبرية العاشرة الليلة الماضية إنه وبخلاف خطاب الرئيس الفلسطيني مؤخرًا في الأمم المتحدة حول وقف التزام السلطة بالاتفاقيات، فالتنسيق الأمني تعزز بشكل غير مسبوق بعد مقتل المستوطنين شرقي نابلس.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات