نوم داخل خزانة ودعاء البحث عن فارس الأحلام

+ -

استطاعت “الخبر” رصد عدد كبير من الطرائف التي ارتبطت بموظفي قطاع التربية بولاية بشار، سواء كانوا مديرين أو أساتذة في مختلف الأطوار أو معلمين، وهو ما يعكس أن هذا القطاع على ما يحياه ظاهرا من تراكمات المشاكل والاحتجاجات فإنه يكتنز الكثير من مساحات الفسحة التي تتقاطع فيها الغرابة والفكاهة. مدير ومستشاره وفيان للحصة الإذاعية “تحية ونغم”.. ليس هذا الخبر مبالغا فيه، بل هو حقيقة واقعية تتعلق بمدير إحدى المتوسطات في الدبدابة الذي يعرف عنه ولعه بالمذياع واستماعه للأغاني سواء الشرقية و الرايوية، وأي زائر لمكتب مدير المتوسطة يفاجأ بسماع صوت المذياع يصدح في جنبات مكتبه ومكتب السكرتيرة، والأدهى أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل إن بعض الأساتذة أقسموا بأغلظ الأيمان أن مذياع  المدير هذا لا يتوقف حتى في مناقشات المجالس العلمية والتأديبية بالمؤسسة التربوية ذاتها، وهو الموقف الذي أثار عندهم مشاعر استغراب ودهشة مخلوطة بالاستياء، ولم يجدوا تفسيرا لتصرفات مسؤول يفترض أنه على رأس مؤسسة تربوية، إلا أن لهجتهم الحادة سرعان ما تتخللها عبارات التهكم في أن هذا المدير أثرى ثقافتهم الفنية بأسماء المطربين وعناوين أغانيهم. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن مستشاره بدوره يزاول مهامه كذلك داخل مكتبه بالاستماع إلى ما تبثه الإذاعة المحلية من أغان وتهان، وهي الخرجة التي لا يجد لها أحد من تفسير في هذه المتوسطة.معلم ينام داخل خزانةحرم ولي تلميذ معلما من متعة النوم لساعة أو ساعتين كان يخصصها هذا الأخير للخلود إلى الراحة. وتفاصيل القضية أن هذا الولي فوجئ بعد أن اكتشف تأخرا كبيرا في الدروس لدى ابنه مقارنة مع نظرائه في أقسام أخرى، ليصدم من “إجابة بريئة” نطقتها شفتا ابنه في أن “المعلم ينام داخل الخزانة لمدة ساعة أو ساعتين يوميا”، يفرض خلالها الأستاذ عليهم حظرا للكلام أو الحركة، إلا أن وقع الصدمة تضاعف لدى مدير الابتدائية حينما سمع هذه الحقيقة المرة والغريبة.ولم يتوقف الأمر عند الحد، بل إن المدير كاد أن يصاب بالإغماء حينما توجّه إلى القسم مرفوقا بولي التلميذ، ليجد أن المعلم “غارق في نوم عميق”، ليضع هذا الولي حدا لممارسات هذا المعلم الذي كان يفترض أن يقف له هؤلاء تبجيلا وليس الوقوف عليه، وهو في مشهد لا يتكرر حتى في أفلام الكوميديا أو الرسوم المتحركة.حارس يصرّ على لقب “أستاذ”اهتدى تلاميذ إحدى الثانويات ببشار إلى حيلة تجنبهم صرامة أحد الحراس في إصراره على غلق باب الثانوية دون أن يضيف ثانية واحدة فوق رنة الجرس، حيث حول تلاميذ لقبه من “عمي..” إلى “أستاذ”، وهو ما لم يكن يتوقعه هذا الأخير، الذي شكلت فيه كلمة “أستاذ” حرارة لتذويب جليد هذا التشدد الذي يطبعه، وبهذا بات كل من يتأخر عن الوصول مبكرا إلى الثانوية، ما عليه إلا تحضير “عبارات مركّزة من الترجي والتذلل” مشفوعة بكلمة “أستاذ”، ليفتح لهم الباب ويجنبهم “حرج” إحضار أوليائهم لتبرير تأخرهم.وللمعلمات مع الجوال شؤونيصطدم بعض مديري الابتدائيات ببشار في كل مرة مع مشكل الهاتف النقال، حيث فوجئ أحد المديرين من تهاطل الشكاوى عليه من أولياء تلاميذ يتحدثون على أن إحدى المعلمات تقضي ساعة أو ساعتين في اتصالاتها الهاتفية، وهو ما بات يؤثر سلبا على مرود وتحصيل أبنائهم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ إن أحد المديرين وقف على تكرار خروج تلاميذ خارج أسوار المدرسة، ليفاجأ أنهم مبعوثون من معلماتهم خصيصا إلى الأكشاك الهاتفية القريبة لغرض “الفليكسي”، أي شراء رصيد مكالمات لمعلماتهم.معلمات يسألن التلاميذ الدعاء لهن بقدوم “فارس الأحلام”تتردد أخبار معلمات ببشار يقتطعن دقائق من التدريس ليسألن التلاميذ رفع أكفهم الصغيرة إلى اللّه عزّ وجلّ تضرعا لكي “يمنّ عليهن بقدوم فارس الأحلام”، ولأن الظفر بشريك العمر بات هاجسهن الوحيد، فإن ذلك دفعهن إلى استغلال “ملائكية” الأطفال وبراءتهم في هذا الموضوع المصيري، هذا وإن كان الأمر يفسر على أنه “دعاية إشهارية” عبر هؤلاء تقدمها المعلمة، فلعل من هؤلاء التلاميذ من ينقل خبرها إلى عائلته في أن هناك معلمة “تنتظر” فارس الأحلام الموعود.تراقب زوجها الحارس عبر النافذةلم يكن أحد الحراس التربويين يتوقع أنه طيلة السنوات الماضية كان يخضع لرقابة شديدة من زوجته، بلغت درجة رصد جميع تحركاته في ساحة الثانوية التي يوجد فيها مسكنه الوظيفي، إلى أن جاء اليوم الذي اكتشف فيه هذه الحقيقة المرة، وهذا حينما باغتته زوجته في قاعة الطبع حين أطال المكوث مع أستاذة الفرنسية التي كانت تطبع مواضيع الامتحانات، ولأن هذه الأستاذة كانت “ذات جمال خارق”، فإن ذلك تسبب في إشعال “نار غيرة قاتلة” في نفس الزوجة، التي بدل أن تستفسر من زوجها سبب إطالته البقاء في هذه القاعة، بادرت بهجوم شرس على الأستاذة المسكينة، والتي أصيبت بصدمة دفعت مدير الثانوية إلى الترخيص لها بعطلة مرضية لمدة أسبوع، راجيا منها التستر على الأمر وعدم إيداع شكوى لدى مصالح الشرطة.أستاذ فيزياء.. تاجر مناسباتيعلّق الكثير على أستاذ للفيزياء معروف ببشار بإحدى الثانويات على أنه يعد المحظوظ من نظرائه من خلال اهتدائه إلى وسيلة للثراء السريع والمؤقت، إذ إن هذا الأستاذ التاجر خصص لنفسه مناسبتين في السنة يطلّق فيها التعليم ومتاعبه ويرتبط بالتجارة و أرباحها، وهما شهر رمضان وعيد الأضحى، فالأولى يخصصها لبيع مختلف الحلويات من زلابية و«سيڤار” و«شامية” وغيرها، والثانية بيع الأضاحي على أنواعها، وبالتالي يضمن له مدخولا مريحا يستمر معه لأشهر فقط، إلا أن آخرين ينصفونه بالقول إنه غير مقصر في مهنته بالنظر إلى أن زملاء له يعدون “تجارا على طول السنة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات