صدر حديثا للكاتب الصحفي والروائي المصري، محمد غزلان، كتاب جديد يحمل عنوان “قصة رحلة وإن طال السفر”، الذي ينقل عبر فصوله تمسك الشعب الصحراوي بحق تقرير المصير، وأعاب على الدول العربية تخليها عنهم باستثناء الجزائر، مشيرا إلى أن الدول العالمية لا ترغب في ظهور دولة جديدة تزيد إصرار الصحراويين على إقامة دولتهم.يقع الكتاب في 134 صفحة و11 فصلا، يسرد من خلالها الرحلة التي قادته إلى الصحراء الغربية، تغنى فيها صاحبه بجمال الصحراء والملامح العربية الأصيلة التي وجدها هناك، واستقبال الضيوف وطقوس الترحيب في الخيام والمنازل الصحراوية العادة التي يتميز بها أهل الصحراء ووسيلة من وسائل إكرام الضيف والترحيب به، والملحفة الملونة المزركشة التي يلتحف بها النساء، وقال إنه شعر بالدفء الإنساني الحقيقي، لدى الصحراويين الذين وصفهم بـ«قليلي الكلام”، وكأنهم تعلموا من الصحراء صمتها، و«الخيمة” رمز للفخر الصحراوي، ولم يخف إعجابه من نمط المعيشة هناك، حيث إن النساء يمشين في وقت متأخر لوحدهن في ولاية مترامية الأطراف، وقال إن المرأة الصحراوية بالذات، امرأة لا يمكن التحرش بها أو الاقتراب منها، بدافع التقاليد وليس القانون. وكشف المؤلف بأن ما يقرب من سبعة آلاف زائر يزورون المخيمات سنويا، أغلبهم من الدول الأوروبية، لدعم القضية الصحراوية ومؤازرة أهالي الجمهورية الصحراوية، ويرى بأن الأوروبيين أكثر حنانا من بني جلدتهم العرب، وأن الاتحاد الأوروبي يدعم الجمهورية الصحراوية بالمساعدات الإنسانية والغذائية، وإن كانت هذه المساعدات قد انخفضت في السنوات الأخيرة وأصبحت لا تكفي 40% من احتياجات السكان، ويرى بأن الأوروبيين أكثر رحمة من أثرياء العرب الذين يتبرعون بملايين الدولارات إلى حدائق حيوانات العالم، ويبخلون بأموالهم على بني جلدتهم، هؤلاء الأوروبيون الذين يزورون الجمهورية الصحراوية يحاولون إرسال رسالة تقول للصحراويين “إنكم لستم وحدكم نحن معكم حتى تحصلوا على كامل استقلالكم على كافة ترابكم الوطني”. ونقل الكتاب عتب الصحراويين لمصر بسبب بعدها عنهم وعدم تقديم يد العون أو المساعدة، وعدم اعتراف مصر بالجمهورية الصحراوية حتى الآن، رغم عضويتها الكاملة في الاتحاد الإفريقي.وأشار المؤلف إلى الوثيقة التي سربها موقع ويكيليكس الأمريكي، والحوار الذي جرى بين الرئيس بوتفليقة حينما كان وزيرا للخارجية، ونظيره الأمريكي آنذاك كيسنجر سنة 1975، حينما قال بوتفليقة “إنه بالإمكان إجراء استفتاء والجزائر ستقبل بنتائجه، ليس لدى الجزائر أي مشكل إذا ما قرر الصحراويون الانضمام إلى المغرب أو موريتانيا أو الاستقلال، ويجب أن تتوفر ضمانات، لا يمكن إجراء الاستفتاء تحت التهديد”.وهي الوثيقة التي قال الكاتب إنها تكشف بوضوح لا يقبل اللبس أو التأويل الثبات الجزائري على الموقف، والمراوغة الأمريكية المعروفة، والتعنت المغربي، ثلاثية معقدة لأركان المعادلة والتي لا تزيد الصحراويين إلا صلابة وإيمانا بعدالة قضيتهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات