فيلم "العربي بن مهيدي" يرى النور قبل نهاية السنة الجارية

38serv

+ -

يسافر المخرج بشير درايس إلى تونس، خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر القادم، لمواصلة تصوير المشاهد الداخلية الخاصة بفيلم ”العربي بن مهيدي”، حيث سيستقر فريق عمل الفيلم في مدينة بن عروس التونسية لمدة شهرين من أجل إتمام تصوير حوالي 30 بالمائة من المشاهد، وذلك بعد أن تم الانتهاء من تصوير 40 بالمائة من أبرز المشاهد التي تخص شخصية بطل الفيلم الذي يؤدي دوره الممثل خالد بن عيسى.حسب المعلومات التي تحصلت عليها ”الخبر”، فقد استلزم إنجاز فيلم ”العربي بن مهيدي” إلى غاية الآن إعادة بناء 200 ديكور تاريخي لتصوير المشاهد، تم بناؤها وتصميمها لإبراز الطابع المعماري وزوايا الحياة الحقيقية بما يتماشي مع صورة الجزائر خلال الثورة الجزائرية والفترة الزمنية التي عاش فيها ابن مدينة عين مليلة، الشهيد العربي بن مهيدي، مرتحلا بين عدة ولايات منذ ولادته العام 1923 إلى غاية تنفيذ المستعمر الفرنسي حكم الإعدام في حقه سنة 1957 مسيرة الدفاع عن قضية استقلال الجزائر.تم تشييد الـ200 ديكور في العاصمة وقسنطينة والبويرة ووهران والصومام وتلمسان وتونس، وتم الاستعانة بـ5 آلاف قطعة ملابس تم جلبها خصيصا من فرنسا، وهي ملابس تعود إلى حقبة خمسينيات القرن الماضي، كان الفرنسيون يرتدونها خلال احتلالهم للجزائر، وفق نص السيناريو الذي كتبه كل من الروائي مراد بوربون والمخرج عبد الكريم بهول، اللذين قاما بالبحث طويلا لجمع الشهادات خصوصا بالاستعانة بشهادة شقيقة الشهيد البطل، ظريفة بن مهيدي.ويأتي اختيار استوديوهات مدينة بن عروس نظرا للإمكانات الفنية والتقنية التي تتمتع بها، حيث تستقطب المدينة السينمائية التونسية كبار المخرجين من الولايات المتحدة وأوروبا، كما سبق للمخرج رشيد بوشارب ولخضر حامينة أن صورا مشاهد أفلامهم الأخيرة في تونس.ويحظى مشروع فيلم ”العربي بن مهيدي” باهتمام دولي كبير، حيث تشير الأصداء الأولية إلى أن العديد من المهرجانات في العالم تنتظر انتهاء الجزائر من تصوير الفيلم وذلك من أجل عرضه وإدراجه في المسابقات الرسمية في أكبر المهرجانات السينمائية، وذلك لما تحمله شخصية وتاريخ الشهيد العربي بن ميهدي من رمزية ذات بعد إنساني عالمي، لإسهاماته البارزة في دحر أكبر القوى الاستعمارية عبر التاريخ.وما يميز فيلم العربي بن مهيدي كون إنتاجه جزائريا مائة بالمائة، حيث إن الميزانية التي سطرت له بلغت 100 مليار سنتيم، ساهمت الدولة الجزائرية ممثلة في كل من وزارتي الثقافة والمجاهدين بنسبة 50 بالمائة منها، بينما تكفل المنتج المنفذ بشير درايس بآليات تخص منافذ دعم وتمويل الفيلم بنسبة الـ50 بالمائة الباقية وفق العقد المسطر، وقد حرص المخرج على أن يكون الفيلم جزائريا مائة بالمائة وذلك دون إشراك منتجين من خارج الوطن والاستعانة فقط بالتمويل الجزائري.ومن المتوقع أن يكون الفيلم جاهزا للعرض قبل نهاية السنة الجارية، حيث سيعود فريق العمل إلى الجزائر لإتمام تصوير آخر 25 بالمائة من مشاهد الفيلم المتبقية في منطقة الصومام، وبهذا تنتهي معاناة المخرج بشير درايس مع مشروع فيلم ”العربي بن مهيدي” الذي انطلق قبل نحو خمس سنوات وواجه عدة صعوبات، خصوصا على مستوى الميزانية، مع تماطل الجهات الوصية السابقة في قطاع وزارة الثقافة التي لم تحل المشاكل إلا مع قدوم الوزير الحالي لقطاع الثقافة عز الدين ميهوبي الذي وضع النقاط على الحروف لتحرير المشروع السينمائي الضخم، وهو ما يعكس تفاؤل المخرج في الفترة الأخيرة إلى حد الآن بأن يكون الفيلم جاهزا للعرض الرسمي بداية السنة القادمة أي في الوقت المحدد له، وذلك في حال عدم ظهور عراقيل جديدة مع تراجع سعر الدينار الذي قد يؤثر على ميزانية العمل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات