"تركيا مقتنعة بضرورة حل سياسي للمعضلة السورية"

38serv

+ -

 أثار آخر تصريح للرئيس التركي، الطيب رجب أردوغان، الذي قال فيه إن “الرئيس الأسد يمكن أن يشكل جزءا من مرحلة انتقالية في إطار حل لهذه الأزمة، إلا أن لا أحد يرى مستقبلا للأسد في سوريا”، الكثير من الجدل، وطرحت العديد من التساؤلات حول ما إذا كان تصريحه عبارة عن تغير من موقفه إزاء الملف السوري، إلا أن المحلل السياسي الدكتور محمد العادل يقرأ فيه ثبات تركيا على نفس الموقف الرافض لبشار الأسد في مستقبل تركيا، إلا أنه اقتناع بضرورة الوصول إلى حل سياسي وسلمي عوض الإطالة في الأزمة السورية لسنوات أخرى.وأبرز الدكتور محمد العادل أن ما قاله الطيب رجب أردوغان لا يعتبر تحولا في الموقف التركي، “لأن تركيا أكدت أكثر من مرة بأن بشار الأسد فاقد للشرعية، جراء ما قام به من جرائم ضد شعبه ووطنه وبالتالي لا يمكن لتركيا أن تجلس مرة أخرى مع الرئيس الأسد أو تقبل به طرفا في أي حل سياسي، لكن التصريح الذي استمعنا إليه مؤخرا من قبل السيد أردوغان هو بمثابة إشارة إلى أن تركيا أصبحت مقتنعة أكثر بضرورة التوصل إلى حل سلمي وسياسي للمسألة السورية، لأنه لا غلبة لأي طرف على طرف في هذه المرحلة، وأنه إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي وسلمي في سوريا، معنى ذلك أن الوضع سيستمر إلى أمد بعيد جدا، وسينعكس ذلك سلبا، ليس فقط على الداخل السوري، وإنما على أمن دول المنطقة بما فيها تركيا، بل حتى الأمن الدولي خاصة بمزيد تدفق اللاجئين السوريين إلى البلدان الأوروبية”.وأسهب الدكتور محمد العادل في تصريح لـ “الخبر” قائلا “تركيا مازالت مصرة على ضرورة التوجه إقليميا ودوليا إلى فرض المنطقة الآمنة على الحدود السورية المتاخمة لتركيا، تحت حماية دولية، على الأقل يتجمع فيها الشعب السوري الفار من جحيم بشار الأسد، وبالتالي يستطيعون العيش في وطنهم لا يشعرون بالغربة تحت نظر سلطات منتخبة من قبل المعارضة السورية، خاصة بعد تدفق أمواج اللاجئين السوريين إلى البلدان الأوروبية وللأسف اختار بعضهم خيارات صعبة جدا مثل ركوب قوارب الموت وما نتج عنها من مآس مخزية”.ويرى الدكتور أن الموقف التركي الذي شدد على ضرورة إقامة المنطقة الآمنة لقي ردة فعل إيجابية في الدول الأوروبية، لكن “للأسف بعد أن اختنقت باللاجئين، وأحست أن أمنها وسلمها الاجتماعي أصبح مهددا وستدفع فاتورة حقيقية من وراء هذا التدفق، بدأت الآن تتشاور مع تركيا وربما في الأشهر المقبلة ترى بوادر مبادرة دولية في اتجاه فرض المنطقة الآمنة، رغم رفض روسيا وإيران وتحفظ الولايات المتحدة الأمريكية، لكن المنطقة الآمنة ستجيب على الأقل على حالة إنسانية وستجعل السوريين يعيشون داخل وطنهم”.على نفس الصعيد، رد الباحث السياسي والكاتب التركي محمود عصمان أغلو في تصريح لـ “الخبر”، بخصوص آخر تصريح للرئيس التركي الطيب رجب أردوغان، بالقول “حاولت تركيا الكثير في البداية لإقناع الأسد بالقيام بإصلاحات سياسية، يشارك فيها أطياف الشعب السوري، لكن الآن لم يعد هناك أي حل في الأفق في الساحة السورية، لم اطلع على تصريح الطيب رجب أردوغان، لكن، حسب رأيي الشخصي، قد يكون معناه بأن يظل الأسد مدة معينة ومحدودة ثم يترك الحكم إلى الشعب، الكل يود اجتناب الحرب بالوكالة في سوريا، وروسيا أعلنت الآن عن تواجدها في سوريا”.ووصف محمود عصمان أغلو مغادرة وزيري الحزب الكردي من الحكومة الانتقالية في هذا الظرف تحديدا، أي قبيل انطلاق الحملة الانتخابية التركية، بالمناورة السياسية، مضيفا في تصريح لـ«الخبر” أن “لما شارك حزب الشعوب الديمقراطية الكردي في تشكيل الحكومة الانتقالية، كان الأمر بمثابة الإشارة الجيدة في كون الأخير يشارك في المسار السياسي التركي، لكن وبانطلاق الحرب على جنوب شعب تركيا أضر ذلك بشعبية الحزب، فهم يدعون للمشاركة في المسار السياسي ويؤيدون من يقاتل من الحزب في تركيا، حزب الشعوب الديمقراطية الكردي كان يدعي سيطرته من الجنوب إلى الجنوب الشرقي لتركيا، وهذا كان اتجاها جيدا، أي أنه لا يخاطب الأكراد فحسب، بل الشعب التركي ككل”.وأشار المتحدث إلى أن الحزب الكردي شارك في البداية في تشكيل الحكومة الانتقالية وهو حق دستوري، في وقت رفض الحزب الجمهوري والقومي المشاركة، أما انسحاب الحزب الكردي فهو “انسحاب موجه إلى الشعب الذي لم يصوت لهم في وقت سابق، يحمل رسالة مفادها أننا لا نستمر في هذه الحكومة التي لا يعجبنا ما تقوم به”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات