غول يخيف أعداء الحكومة؟!

 عمار غول يتحدث مكان رئيس الجمهورية ومكان رئيس الحكومة عن “لا وجود لتغيير حكومي في المدى المنظور”... ويقول: إن الأمر من صلاحيات رئيس الجمهورية! هل الرأي العام في حاجة لأن يذكره غول بصلاحيات رئيس الجمهورية، أم أن عمار غول لم يجد ما يقوله للناس فمضغ الماء عبر مضغ مواد الدستور التي تتحدث عن صلاحيات رئيس الجمهورية؟!شخصيا فهمت أن كلام غول يدل على أن الرجل أصبحت رجله في الركاب ويتمنى أن لا يحدث التغيير! أو أنه أصبح مرشحا قويا لخلافة الرئيس لذلك فهو يتحدث عن صلاحيات الرئيس من موقع الوزير الذي سيكون رئيسا؟! فإذا كان هذا هو المقصود من تصريحات غول حول التغيير الحكومي المرتقب، فإن الرأي العام يتمنى بالفعل أن لا يحدث هذا التغيير؟!أما حديث غول عن تنحية الجنرال الذي كان “يكركب” غول معه “البلوطة”، فإن الأمر يذكرني بحكايات جدتي التي كانت تحكيها لنا قبل النوم في صورة أحجيات!فكانت تقول عن علاقة “الفخة” بالعصفور: الميت مات وفي التراب بات.. فجاء الحي ينبشه فقام الميت كبشه”!والحكاية تشبه إلى حد بعيد علاقة الجنرال بالرئيس في جزائر التغييرات بالكمائن السياسية وغير السياسية !ذات يوم حدثني أحد العارفين بخبايا العلاقة بين “طاغارا” وقصر المرادية فقال لي: إن سفيرا مهما في دولة مهمة أعد تقريرا لهما حول مسألة تخص تلك الدولة... ! وعوض أن يرسله إلى رب الجزائر كعادة السفراء عندما يتعاملون مع المسائل الأمنية، قام بإرساله إلى شقيق الرئيس ليضمن وصوله إلى الرئيس بأقصى سرعة.. فما كان من رب الجزائر سوى أن وجه للسفير تحذيرا شديدا قائلا له: “متى كانت أمور الدولة تعالج من طرف شقيق الرئيس؟! لو عاودت هذه الفعلة سأتعامل معك مهنيا”!عندما سمعت هذا الكلام قلت في نفسي: كان على هذا السفير أن يجيب رب الجزائر عن سؤاله متى كانت أمور الدولة تعالج من طرف شقيق الرئيس... يجيبه منذ أن شيدت سيادتكم دولة يعيّن فيها الرئيس أشقاءه مستشارين ولا يسأل عما يفعل؟! لكن جبن السفير يشبه جبني أنا فلم يقل شيئا لسائله... تماما مثلما لم أكتب أنا هذه المعلومة في حينها لشدة جبني؟! وها أنذا أكتبها اليوم بعد أن أصبحت لا معنى لها !الأمور تستقيم في البلاد عندما تقام مؤسسات دستورية تحمي الناس من التعسف مثلما تحمي المؤسسات والوظائف من التعسف في استعمال السلطة... دولة فيها أحزاب موصلة للسلطة وليس الوصول إلى المسؤوليات بشهادات الميلاد... فيها الكفاءة موصلة للسلطة وليس صلة الأرحام.. إنني تعبان[email protected]