+ -

شنت فرنسا، أمس، لأول مرة غاراتها الجوية فوق سوريا، حيث تم استهداف معسكرات لتدريب تنظيم الدولة الإسلامية داعش، ومواقع لها كانت تخطط لضرب فرنسا، حسبما جاء على لسان رئيس الوزراء الفرنسي مانوال فالس، بعدما كان قصر الإليزيه قد أعلن في بيان له، استلمت “الخبر” نسخة منه، عن شن الطائرات الدفاعية الفرنسية أولى الغارات ضد مواقع التنظيم، اعتمادا على معلومات استخباراتية تم جمعها خلال الأسبوعين الماضيين، من خلال الجولات الاستطلاعية التي قامت بها فرنسا أثناء تحليقها فوق فضاء سوريا. جاء في البيان أن فرنسا تؤكد التزامها المطلق لمحاربة التهديد الإرهابي التي تؤسسه داعش “نضرب في كل مرة نرى فيها بأن الأمن الوطني مهدد، مع العمل على إيجاد حلول عامة للفوضى العارمة التي تشهدها سوريا، أين يجب توفير الحماية الكاملة للمجتمع المدني والشعب السوري وحمايته من كل أشكال العنف، سواء تلك المتعلقة بتنظيم الدولة الإسلامية داعش أو مختلف المجموعات الإرهابية، وحتى من الهجمات القاتلة لبشار الأسد، ما يحتم في الوقت الراهن ضرورة الإسراع في وضع سياسة انتقالية جديدة في سوريا”.واختارت فرنسا رزنامة الضربات الجوية عشية انعقاد أشغال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، تزامنا مع التطورات الدبلوماسية التي ستعرفها الأشغال بنيويورك نهار اليوم، حيث كشف مسؤول الدبلوماسية الفرنسية لوران فابيوس في مؤتمر صحفي له هناك (نيويورك) أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكنه أن يحكم سوريا للأبد، لكن المهم الآن هو البدء في محادثات من أجل عملية انتقالية، وهو السياق المعاكس الذي تطرق إليه الرئيس الروسي في محادثاته مع العاهل السعودي، إلى جانب اللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ضريف في نيويورك، حيث تم التأكيد أن هناك فرصا للتقدم في الأزمة السورية خلال هذا الأسبوع، مما يشير إلى وجود إجماع دولي لحل الأزمة السورية على رأسه تصريحات كيري، وتأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوسيلة الوحيدة لإنهاء الحرب في سوريا هي دعم الرئيس السوري بشار الأسد في حربه ضد الإرهاب، وهي التصريحات التي تطابقت مع نظيرتها التي كان قد أعلن عنها الرئيس التركي حول إمكانية إشراك الأسد في النقاش لفك النزاع القائم، وهو الموقف الذي تعارضه فرنسا، وقد يعكس هذا التضارب في التصريحات وجهة النظر لدول العالم التي تحاول كل واحدة منها في إيجاد حل للصراع في سوريا مع الحرص كل الحرص على ضمان مصالحها في نفس الوقت.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات