38serv

+ -

ما حكم مَن نسي صلاة الوِتر على أمل أدائها بعد قيام اللّيل، وذلك لأكثر من ثلاث مرّات؟الوِتر آكَد السُّنن المؤكّدة، ويستحبّ أن يجعل الوِتر آخر النّوافل الّتي يُصلِّيها باللّيل، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”اجعلوا آخرَ صلاتكم باللّيل وِتراً”.وهذا إذا تيقّنَ استيقاظه آخر اللّيل فيستحبّ له تأخير الوِتر لآخر اللّيل، فإذا خشي ألاّ يستيقظ للوِتر آخر اللّيل فيستحبّ أن يرتر قبل النّوم، لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن خاف منكم ألاّ يستيقظ من آخر اللّيل، فليوتر مِن أوّله وليرقد، ومَن طمع منكم أن يستيقظ من آخر اللّيل فليوتر مِن آخره” أخرجه مسلم.وإذا نام عن الوِتر أو نسيه، فإنّه يُصلِّيه إذا ذكره أو أصبح لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن نام عن الوِتر أو نسيه، فليُصلِّ إذا أصبح أو ذكره”. والله أعلم. شخص سمِع مؤخّرًا فتاوى تُحرِّم العمل في البنك، ويذكر أنّه ربّ عائلة ولا يمكنه التوقّف عن العمل فيه، فكيف يتصرّف؟إنّ تحريم الربا حكم إلهي ثابت بنص القرآن والسُنّة، لا مجال للاجتهاد من أجل تغيير هذا الحكم لتغيّر الزمان والمكان، قال تعالى: ”وأحَلَّ الله البيع وحرَّم الرِّبَا} البقرة:275، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”لعن الله آكِل الرِّبا وموكله وكاتب شاهديه” أخرجه مسلم. ولا شكّ ولا ريب في أنّ أحكام الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مصالح العباد في العاجل والآجل، ففي تحريم الربا حِكم عديدة ومصالح محقّقة، وما على المؤمن إلاّ التسليم والرضا بقضاء الله وحكم الله، قال سبحانه وتعالى: ”وما كان لِمُؤمن ولا مؤمنة إذا قضَى الله ورسولُهُ أمرًا أن يكون لهم الخيرةُ مِن أمرِهم” الأحزاب:36، وقال جلّ شأنه: ”فَلا وربِّكَ لا يؤمنون حتَّى يُحكِّموك فيما شجَرَ بينَهُم ثمّ لا يجدوا في أنفُسِهم حَرَجًا ممّا قضيْتَ ويُسلِّموا تسليمًا” النساء:65. والعمل في المؤسسات أو البنوك الربوية فيه إعانة على الإثم والعُدوان، والله تعالى يقول: ”وتعاونوا على البِرِّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعُدوان” المائدة:2، كما أنّه جعل أجرته مترتبة على عمل فيه شُبهة.ولكن العلماء اعتبروا الضرورة مُبيحة للإنسان المُضطر العمل في تلك البنوك، عملاً بقوله صلّى الله عليه وسلّم: ”لا ضَرَر ولا ضِرَار”، وبقاعدة الضرورات تُبيح المحظورات، مع إعمال قاعدة الضرورة تُقدَّر بقَدَرِها، والضرورة مقدّرة حسب حال الإنسان ووضعيته وليست على إطلاقها، والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السّبيل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات