+ -

يرجّح عدد من المراقبين والسياسيين، ضعف الإقبال على الترشح للبرلمان القادم، وسط تخوف كبير من عودة فلول مبارك والإخوان إلى الحياة السياسية مرة أخرى، ما قولك؟ بالتأكيد هناك تخوف من عدم وجود خارطة حقيقية للأوزان، ونحن أمام اختبار حقيقي بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، والجميع ينتظر ومتخوف من عودة فلول مبارك والإخوان والسلفيين، أو أن يكون البرلمان المقبل بالكامل من المستقلين بعيدا عن الأحزاب، وبالتالي أقول إننا إزاء اختبار ومعركة انتخابية، ستكشف التوازن الحقيقي للفلول والإخوان، وسيتم الرد على هذه المخاوف بعد حسم المعركة.لكن هناك شبه إجماع على أن البرلمان القادم سيكون الأسوأ في تاريخ مصر، وربطوا ذلك بالتشكيل الحكومي الجديد، ما ردك؟ منذ عقود لم تجر انتخابات حقيقية ونزيهة في مصر، واليوم جميع الأطراف تتصارع بعيدا عن السلطة التنفيذية، ووصف البرلمان القادم بأنه “الأسوأ” ليس في محله وغريب، وقد رأينا برلمانات كانت الأسوأ ومسيطر عليها من طرف الحزب الوطني المنحل، الذي سيطر أيضا على مقدّرات الدولة التنفيذية والتشريعية، وتم وقتها تسويد بطاقات الناخبين لصالح أعضاء الوطني المنحل، وعقد صفقات مع الإخوان، وهذا أسوأ ما يمكن أن نشاهده على كل المستويات، وفي عهد الإخوان بعضهم كان يقدّم من تحت قبة البرلمان مشاهد تمثيلية يرفع الآذان وسط الجلسة، ويتلفّظ بكلام بشكل غير لائق ومتدني، لذا من الصعب أن نقول إن البرلمان القادم سيكون الأسوأ في ظل انتخابات نزيهة، لا تتدخل فيها السلطة التنفيذية، والحقيقة أننا أمام تجربة ديمقراطية وليدة قد يكون البرلمان القادم ليس الأفضل، لكنه بداية لممارسة التجربة الديمقراطية الحالية، حتى الوصول الى برلمان جيد قد يكون بعد 10 سنوات من الآن. أما فيما يتعلق بالتشكيل الحكومي الجديد، دعيني أوضح بأن مشكلة مصر أنها تعرضت إلى حالة من التجريف في الشخصية المصرية، صحيح أن هناك كفاءات لكنها تستحق الوقت حتى نتمكن من استخراجها، ومعالجة هذا الأمر في غاية الصعوبة.. نحن أمام رئيس لا يبقي وزيرا فاسدا ويغيّره في اللحظة التي يجده غير قادر أن يؤدي مهامه بالشكل المطلوب، ونجد أن الوزراء الآن تبقى في منصبها بضعة أشهر أو سنة، حتى نصل إلى حكومة جيدة ونخرج كفاءات جديدة، وهذا لم يكن يحدث في عهد مبارك، والبرلمان أكبر مؤسسة تظهر نخبة من الكفاءات تطعم السلطة التنفيذية وتملأ جزء كبير من الفراغ السياسي الذي تركه الوطني والإخوان، وهذا سبب المعضلة التي نعانيها الآن.هناك انتقاد آخر للوجوه التي رشحت نفسها للانتخابات، خاصة الراقصة التي أثارت جدلا واسعا، ما تعليقك؟ كما قلت لك هذا البرلمان لن يكون الأفضل، وهو بداية للممارسة السياسية والدستور يكفل للجميع حق الترشيح، والشعب يقرر لمن سيمنح السلطة عن طريق الصندوق والتصويت لا الإقصاء، ونستطع أن نغربل من خلاله بعض الشخصيات التي لا يصح أن تتقدم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات