38serv

+ -

يبقى النزاع والجدل عنوان المرحلة في مصر، التي تستعد لاستكمال آخر محطة في خارطة طريق تم وضعها بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وتتفاقم مخاوف غالبية المصريين من شكل البرلمان المقبل، مع عودة فلول مبارك والإخوان إلى الحياة السياسية مرة أخرى، وهو ما يمثل تحديا لثورتي 25 يناير و30 يونيو، مما أدى إلى عزوف الكثيرين عن الترشح، وتوقعات من مراقبين وسياسيين بضعف الإقبال على مكاتب الاقتراع، في نفس الوقت، يدافع البعض الآخر عن البرلمان القادم وإن كانوا يؤكدون بأنه لن يكون الأفضل ويرفضون مبدأ الإقصاء ويؤكدون بأن الدستور يكفل للجميع حق الترشح.  أمين لجنة السياسات بالحزب الناصري، محمد السيد، لـ”الخبر”“المصريون يهددون بمجاعة حقيقية”كيف ترى المشهد السياسي في مصر مع بدء العد التنازلي لانتخابات مجلس النواب؟ المشهد يؤكد أن الشعب المصري كان يعوّل كثيرا على الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أتى به باعتباره وزيرا للدفاع وممثلا للجيش، وانحاز للمصريين أثناء ثورتي 25 يناير و30 يونيو، لكنه لم يستطع أن يبرهن لجموع المصريين أنه بالفعل منحاز لهم، في الإطاحة برموز نظام مبارك والإخوان، وإن نجح إلى حد كبير في الإطاحة بالإخوان، لكن فلول مبارك يعودون من جديد وبقوة، فهم لم يختفوا من تشكيله الحكومي حتى بعد ظهور الفساد في حكومة رئيس الحكومة السابق، ابراهيم محلب، وكنا نتوقع بأنه سيشكل حكومة جديدة لا تعتمد على رجال مبارك، لكن التشكيل جاء مخيبا للآمال، وهذه المعطيات والمؤشرات تشير إلى أن الانتخابات البرلمانية ستتم بنفس اللعبة البرلمانية القديمة، ولن يسمح للمصريين بأن يختاروا اختيارا حقيقيا، وأن يعيشوا حياة حزبية ديمقراطية حقيقية، بعد أن فشل في استبعاد كل من تلوثت أياديهم وتورطوا مع نظام مبارك والإخوان، ووضع حق التشريع في حكومة محلب المستقيلة، وسنوا قانونا يسمح بعودة الإخوان والفلول، ووفقا لهذا القانون سيلعب المال السياسي الدور الأكبر.أفهم من كلامك بأن تخوف شريحة من المصريين من عودة الفلول والإخوان مؤسس؟ النظام الذي وضعته اللجنة العليا للانتخابات يعزز هذا التخوف، حيث إن القوائم مطلقة ليست نسبية، و80% فردي ورجال المال والجماعات الدينية عادوا من جديد عبر هذا البرلمان، وكما كان برلمان 2010 نقمة على مبارك، وبمثابة آخر حجر في نظامه الذي انهار على أثره، أعتقد أن السيسي إذا جاء البرلمان وفقا لتوقعاتنا سيهز شعبيته كثيرا لم يغير السياسات الاقتصادية والاجتماعية، فالأوضاع هنا من سيء لأسوأ، والسيسي في مأزق كبير ومحاط برجال أعمال مبارك الذين يعملون لصالح النظام الرأسمالي العالمي وينهبون مال الشعب المصري، ويعتمد عليهم في إدارة شؤون الحكم وفشل في دخول معركة مواجهة مباشرة وغير مباشرة معهم.هناك انتقاد آخر للوجوه التي تصدرت المشهد  الانتخابي، من راقصة وفلول، إلى إخوان، ما تعليقك؟ للأسف الوجوه التي تتصدر المشهد الأن غير مرغوب فيها، تنتمي للنظام القديم ما بين القوة الرأسمالية والتحالفات مع الجماعات الدينية، وتطل عبر وسائل الإعلام والمنابر الإعلامية، وأعتقد أن المصريين يرفضون ذلك، وهذا نذير لموجة ثورية جديدة، ثورة جياع لا ثورة عادية، لأن الغالبية العظمى من المصريين تحت خط الفقر، حيث كشفت الإحصائيات أن 70% من المصريين يعانون من الفقر بشكل أو بآخر، في ظل ازدياد موجة الأسعار، مما ينذر بأن المصريين قادمين على مجاعة حقيقية، وهذه الضغوط الاقتصادية الكبيرة جدا ستجعلهم يتحركون، خاصة بعد عودة الوجوه التي كانت خافية مرة أخرى عبر الانتخابات، واعتماد السيسي على شخصيات من رموز نظام مبارك في التشكيل الحكومي الجديد، أبرزهم أحمد زكي بدر، آخر وزير تعليم في وزارة مبارك، هذا معناه أن الرجل يفكر في نفس صندوق النظام القديم، وهذا الوضع لا يمكن أن يبعث على التفاؤل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات