38serv
لم تجد السلطات المحلية بالمقاطعة الإدارية لمدينة أولاد جلال بولاية بسكرة، للقضاء على مشكلة الفضاءات بعد ترقيتها لولاية منتدبة، سوى تحويل مكتبة البلدية التي تحمل اسم المفكر الراحل كريبع النبهاني، إلى مقر للدائرة، الأمر الذي لم يتقبله المثقفون الذين وصفوا هذه الخطوة بالفعل الشنيع الذي يستهدف قامة علمية لم تنل حقها من التكريم.أوضح رئيس بلدية أولاد جلال، أن مكتبة البلدية حوّلت بصفة مؤقتة إلى مقر للدائرة، وهذه الأخيرة أصبحت مقرا للولاية المنتدبة، في حين أن المكتبة خصص لها المركز الثقافي في انتظار الشروع في إنجاز مشروع الولاية وثلاث مديريات تنفيذية و160 سكن وظيفي. بيد أن هذا الإجراء قابلته الطبقة المثقفة بالاستياء والتذمّر، على اعتبار أنه ضحى بمؤسسة ثقافية تحمل اسم الفيلسوف ابن منطقة أولاد جلال كريبع النبهاني وكرّس سطوة الإداري على المثقف. وفي هذا السياق، سألت “الخبر” عددا من المثقفين حول هذا الملف، منهم الأستاذ عبد العالي مزغيش، الذي أكد، كما يعلم الجميع، أنه في أفريل الماضي بادرت ذات السلطات بتسمية المكتبة المذكورة باسم “كريبع النبهاني” الذي تتلمذ على يد أحد كبار فلاسفة القرن العشرين غاستون باشلار. هذا التكريم الرمزي، يقول مزغيش، لا يساوي شيئا بالنظر إلى المكانة التي يصنّف فيها كريبع النبهاني، المشهود له حتى في خارج الوطن، لكن اعتبر التكريم بداية لنفض الغبار على هذه الشخصية وإعادة الاعتبار لها والتعريف بها للأجيال، إلا أن اللافتة التي تحمل اسمه لم تعمّر سوى خمسة أشهر ونزعت. وتمنى محدثنا، على لسان مجموعة من المثقفين، إعادة المكتبة إلى ما كانت عليه ويكون التكريم أكبر من تسمية مكتبة تقديرا للمكانة العلمية التي تحتلها هذه القامة العلمية.للإشارة، فإن كريبع النبهاني يعد فيلسوف ومفكر ولد بأولاد جلال وانتقل إلى العاصمة ودرس في جامعة بوزريعة بمعهد الفلسفة، كما انتقل إلى أوروبا وتحصّل على شهادة الدكتوراه من جامعة السربون، وأشرف الفيلسوف غاسطون باشلار على أطروحته التي ناقش فيها موضوع فلسفة الجمال، وله عشرات المؤلفات بالفرنسية التي تنتظر ترجمتها إلى العربية، وكان صديقا للروائي الفرنسي الشهير أندري جيد الذي زار بسكرة عدة مرات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات