هن نسوة تتجاذبهن مسؤوليات الأسرة من جهة وضغوطات العمل من جهة أخرى، والتي تتزايد وتشتد أيام الأعياد والمناسبات، ومن بين هذه الضغوطات ما تتعرض له المنتميات للأسلاك الطبية المطالبات بضمان المناوبة الطبية التي أكد مصدر طبي أنها تعرف “مساومات” أيام الأعياد، إذ ومع عزوف الأطباء القيام بها يومي العيد خاصة النساء، يتم عرضها على زملاء مقابل مبلغ مالي يصل الـ 20 ألف دينار، خاصة مناوبات الاستعجالات التي تعتبر الأصعب. في الوقت الذي يلتزم فيه الأطباء بإتمام مناوباتهم بصفة عادية خلال أيام السنة، تمثل الأعياد والمناسبات العائلية السبب الرئيسي الذي يحول دون إتمامها لدى فئة من الأطباء خاصة النساء ربات البيوت منهن، فيلجأن إلى عرضها على زملائهم نظير مقابل مالي. علما أن الثمن الذي حددته وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات لكل طبيب مناوب، ممثل في 700 دينار لم تتغير منذ سنوات، ليتقارب ثمنها خارج الإطار القانوني الـ 2000 دج.أدفع أي مبلغ لقضاء العيد ببيتيعن هذه المناوبة، أوضحت الدكتورة زهية، طبيبة مختصة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن مناوبتها الطبية تزامنت مع عيد الأضحى هذه السنة، حيث علمت بالأمر قبل مدة، إذ أن جدول المناوبات يتم ضبطه بداية كل شهر، مما جعلها تسعى لمساومة بعض زملائها الرجال على توليهم مكانها نظير مقابل مادي، مشيرة إلى أنها ممارسة معهودة ومعمول بها بجميع مستشفياتنا.وأوضحت المتحدثة، بأن هناك زملاء معروفين بقبولهم تعويض زملائهم مقابل مبالغ مالية مرتفعة، وهو ما يوفر عليهم مشقة مساءلة الجميع، وعن الثمن الذي دفعته مقابل تولي زميلها الذي قالت إنه غير متزوج وبالتالي فقضاء ليلة وصبيحة عيد الأضحى بالمستشفى لا يزعجه، أشارت الدكتورة زهية أنه طالب بـ 20 ألف دج وهو المتداول عادة خاصة بالنسبة لمصالح الاستعجالات، لكنها نجحت في إقناعه بتخفيضها إلى 16 ألف دج وقبل بها، شريطة أن تسلّمها إياه قبل العيد ليساهم في ثمن أضحية عائلته، لتضيف محدثتنا قائلة إنها مستعدة لدفع أكثر من ذلك المبلغ مقابل أن تستمتع بالعيد مع عائلتها.وعن الأقسام الطبية التي تتم فيها عمليات بيع المناوبات الطبية، أكد أحد الاختصاصيين من مصلحة أمراض الكلى بمستشفى بارني بحسين داي، أن قسمه لم يشهد هذه الظاهرة، مشيرا أنها تكثر خاصة بالأقسام التي تشهد إقبالا كبيرا ويوميا للمرضى مثل مصلحة التوليد وأمراض النساء، وكذا قسم الاستعجالات الطبية الذي تعتبر مناوبته الأغلى ثمنا، ويرجع السبب لكثرة الوافدين عليه خاصة في الفترة الليلية، مما يكثّف من عمل الطبيب المناوب عكس الذي يناوب بمصلحة طبية عادية.أتفاوض مع زملائي شهرا قبل العيدمن الأطباء الذين تزامن يوم عيد الأضحى مع مناوبتهم الطبية، الدكتورة مريم، اختصاصية طب النساء، أكدت لنا أنها من المداومات على إتمام المناوبة الطبية في الأيام العادية، لكنها تعزف عن ذلك أيام الأعياد والمناسبات الدينية، مشيرة إلى أنها تحرص على الإطلاع على جدول المناوبات عند كل مناسبة وتسعى للتفاوض مع زملائها الرجال خاصة شهرا قبل ذلك لتضمن قبولهم تعويضها. ويبقى أن نشير أنه في الوقت الذي ينزعج عديد الأطباء من إتمام مناوباتهم الطبية ويدفعون من جيوبهم مقابل التخلص منها، يسعى غيرهم لترصد فرص مثل هذه وربح بعض المال مقابل مناوبة في عز أيام العيد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات