خلصت المباحثات التي جمعت بين الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، ونظيره الفلسطيني، محمود عباس، إلى الترحيب بالأفكار الفرنسية الجديدة التي ترمي إلى عقد نقاش حول لجنة إقليمية دولية، تدعو إلى تشكيل مجموعة دولية عربية على رأسها السعودية ومصر والأردن، لتوسيع المفاوضات حول السلام والاعتراف بالدولة الفلسطينية، أياما قبيل اجتماع الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للاحتفال بذكرى تأسيسها الـ70، بهدف إحالة القضية الفلسطينية على مجلس الأمن لاستصدار قرار نهائي بخصوص أوضاعها الأمنية وملفها. تتضمن الأفكار الفرنسية تحديد خطوط عامة للوصول إلى حل دولتين إسرائيلية وفلسطينية، عاصمتها على حدود 1967 مع تبادل الأراضي، والإعلان عن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، يصاحبها حل عادل ومنطقي لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وكذا الحرص على استكمال مفاوضات السلام التي يطلقها هذا المؤتمر الدولي في غضون 18 شهرا، وهي المساعي الجديدة التي تراهن عليها فرنسا التي لا تختلف كثيرا عن نظيرتها الأمريكية، مغتنمة بذلك فرصة توتر العلاقات القائمة بين واشنطن وتل أبيب للخروج بهذه المبادرة التي رحبت بها الدبلوماسية الفلسطينية ووصفتها بالإيجابية لبحث السلام في الشرق الأوسط.مع العلم أن فلسطين تعول كثيرا على دور فرنسا في الجمعية العامة للأمم المتحدة على الصعيد الأوروبي وثقل وزن موقفها الدولي، من أجل التقدم في المفاوضات بخصوص الشأن الفلسطيني على مستوى مجلس الأمن الدولي. تجدر الإشارة إلى أن المبادرة الأمريكية التي لم تجد صدى، العام الماضي، تمحورت أفكارها حول انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الضفة الغربية على أساس حدود 1967، مع تبادل للأراضي والسكان بين الجانبين، وكذا الإبقاء على التجمعات الاستيطانية اليهودية في الضفة تحت السيطرة الإسرائيلية، شريطة حصول الجانب الفلسطيني مقابل ذلك على أراضيه المحتلة منذ عام 1948 وجعل القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، مقابل الاعتراف بإسرائيل دولة قومية لليهود، وهو المشروع الذي فشل أمام الضغوطات التي تلقتها الإدارة الأمريكية من قبل حكومة نتانياهو.للتذكير، فإن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، حل بباريس الأحد الماضي في زيارة عمل لمدة ثلاثة أيام، برفقة وفد رسمي يترأسه ممثل الدبلوماسية الفلسطينية، رياض المالكي، ومستشاره، نبيل أبو ردينة، تم من خلالها تقليد أبو مازن، عشية الإثنين، ميدالية أعلى درجة في أوسمة بلدية باريس، قلدته إياها عمدة باريس، آن إيدالغو، تكريما لمجهوداته الجبارة من أجل إرساء السلام في الشرق الأوسط.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات