38serv

+ -

يحتدم الصراع في أروقة الشارع السياسي في مصر وتشتد المعركة، مع بدء العد التنازلي لانتخابات مجلس النواب، التي تبدأ مرحلتها الأولى في الـ17 من أكتوبر المقبل.  تبقى قائمة ”في حب مصر”، التي يتزعمها وكيل جهاز المخابرات السابق، الجنرال سامح سيف اليزل، أبرز المنافسين على مقاعد البرلمان، وهو ما أثار استياء العديد من الأحزاب والشخصيات التي قررت مقاطعة هذا الاستحقاق، ليعيد قرار استبعاد رجل الأعمال المعروف، أحمد عز، الارتياح نوعا ما إلى الشارع المصري، لتبقى الآمال معقودة على أن يحقق البرلمان المقبل أهداف ومبادئ ثورة 25 جانفي. يتوقّع محللون ومتابعون للشأن السياسي في مصر أن يسيطر المال السياسي على الشكل العام لمجلس النواب القادم، فقد عاد رموز نظام مبارك في أغلب الدوائر للمنافسة السياسية في الانتخابات على المقاعد الفردية، وظهر رأس المال السياسي في المعركة التي اقتصرت في مشاركة اﻷحزاب الفعلية فيها، على غرار ”الوفد”، أقدم حزب مصري، يترأسه رجل الأعمال الشهير السيد البدوي، وحزب ”المصريين الأحرار”، الذي يرصد زعيمه رجل الأعمال نجيب ساويرس نحو 30 مليون جنيه مصري لدعم مرشحيه في الانتخابات في محاولة للاستحواذ على 200 مقعد، حسب تصريحات قيادات الحزب، إضافة إلى الجبهة المصرية والمؤتمر والتجمع، وكذلك حزب النور السلفي، الذي يخوض الانتخابات في نحو 60% من الدوائر المصرية، ممثلا وحيدا للتيار الإسلامي.إلى ذلك، أعلن حزب الوسط عدم المشاركة بالانتخابات البرلمانية، ودعا القوى الوطنية المقاطعة للانتخابات، إلى حوار مفتوح حول ما بعد البرلمان، وتحديد الطريق إلى بناء دولة المؤسسات المصرية الحديثة في مقابل ما أسماه بـ”دولة الفرد”. في الوقت نفسه، رفع حزب مصر القوية، برئاسة الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح، شعار ”مقاطعون للانتخابات البرلمانية”، مؤكدا بأنه لا يمكنه المشاركة في ظل أجواء غير سياسية لا تناسب المعارضة، ووسط التضييق على الحريات. وفي السياق، يرى ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل وعضو المجلس الرئاسي لائتلاف الجبهة المصرية، بأن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون الأسوأ في تاريخ مصر، وسيطغى عليه ما يسمى بـ«الرأسمالية المتوحشة”، لافتا إلى أن النظام القائم يسعى لتشكيل برلمان ضعيف من غير ذوي الخبرة البرلمانية، حتى يمكنه التحكم فيه، غير أنه أكد مشاركة حزبه في البرلمانيات المقبلة، مبررا ذلك قائلا ”سنشارك في الانتخابات وتقدمنا بمرشحين في القوائم، بالرغم من أن الأوضاع لا تسير بالشكل الذي يرضينا، فهناك رفض للقوائم وتدخلات عديدة بالأساليب نفسها التي كان عليها الحزب الوطني القديم، أيام مبارك.. وبالتالي، أتوقّع أن ينفرد رجال الأعمال بالمقاعد وسيحرزون على الأغلبية، وستكون قبة البرلمان بمثابة طوق نجاة بالنسبة إليهم لتحقيق مصالحهم ويخلقون رأسمالية جديدة، أو ما تسمى بـ«الرأسمالية المتوحشة”، حيث سيكون مجلس النواب المقبل متركزا في ازدواجية المال والسلطة”.ولفت الشهابي إلى أن العديد من المصريين من مختلف الفئات العمرية، ليس فقط الشباب، يرفضون المشاركة في هذه الانتخابات، عكس ما تروج له بعض مراكز الاستطلاع، التي تدّعي، حسبه، بأن أكثر من 70% من المصريين سيشاركون في الانتخابات، وأضاف ”مراكز الاستطلاع هذه كلام غير صحيح، وهي لا تريد أن تعلم الواقع كما هو عليه، والبرلمان المقبل سيكون الأسوأ تاريخيا نتيجة الممارسات التي صاحبت فترة الترشح وتقديم الطلبات والبت فيها. وإلى حد اللحظة، وفي المقابل، نجد أن هناك امتيازا لصالح الضباط المتقاعدين، وهذا مخالف للقانون، ولم تتحرك اللجنة العليا للانتخابات أمام هذا الوضع، لكن الأمل لا يزال متاحا ومطروحا، حتى وإن كنت متيقنا بأن زواج المال والسلطة سيغلب عليه، ولن نجد النواب الحقيقيين الذين يمثلون الشعب البسيط، ولن يحقق تطلعات ثورة 25 يناير التي ناضل وثار من أجلها المصريون”.وفي الأثناء، قررت حركة ”إخوان منشقون” سحب مرشحيها من انتخابات مجلس النواب المقبل، بسبب ما وصفته بـ”الاتهامات” الموجهة إليها بأنها ”بوابة” لعودة جماعة الإخوان المسلمين إلى العمل من خلال البرلمان المقبل، وأشارت الحركة إلى أنها رأت في استمرارها في الماراتون الانتخابي سيزيد من تلك الاتهامات، وأنها فضلت الانسحاب، ولتؤكد أنها غير طامعة في نفوذ أو مراكز ذات قيمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات