كمال داود: "أصبحت أشعر بالخوف بعد أن أسيء فهمي"

+ -

قال الروائي كمال داود إنه لم يعد بمقدوره التحرر من أجل الكتابة الروائية، بعد تجربة رواية “ميرصو.. التحقيق المضاد”، حيث أصبح يشعر بمسؤولية كبيرة. وقال: “أصبحت أشعر بالخوف. وخوفي ليس جسديا. أشعر أن الناس توجه أنظارها تجاهي. لقد فقدت حريتي في الكتابة الروائية”. يرى شوقي عماري، من جهته، أن الكتابة الروائية تمنح له هامشا كبيرا من الحرية التي لا يجدها في الكتابة الصحفية التي انحرفت، حسبه، عن تأدية مهامها النبيلة، وأصبحت “داعمة للحروب عبر العالم”. اعتبر كمال داود أن الخوف الذي أصبح يراوده عقب ردود الفعل العنيفة التي رافقت نشر روايته الأخيرة “ميرصو.. التحقيق المضاد” قام بتغذية مقالاته الصحفية. وأضاف، أول أمس، خلال مشاركته في ندوة أدبية بالمعهد الفرنسي بالجزائر حول “حدود الحرية في الكتاب”، إلى جانب شوقي عماري، أنه فقد في المقابل “قدرة الكتابة بحرية” واستعاد مقولة “ارنست همنغواي” الشهيرة التي رددها في عز تجربته الروائية، وهي: “نكتب دائما تحت أنظار الآخرين”. ويعتقد داود أن الكتابة الروائية تعني بالنسبة إليه “حرية للانفلات من السلطة”، لكنها في المقابل: “مسؤولية يصعب تحملها”، في إشارة منه إلى ردود الأفعال العنيفة التي جاءت بعد نشر رواية “ميرصو..”، موضحا أن غالبية تلك التصريحات استهدفت شخصه وليس روايته. وحسب داود، فإن النجاح الكبير الذي حققه بفضل رواية “ميرصو..” جعله يفكر في “كيفية تسيير الكتابة الروائية، وعدم الوقوع في الفخاخ المنصوبة من هنا وهناك، منها الكتابة وفق ما ينتظره القارئ من الروائي”. وأبدى داود امتعاضه من الأدب الملتزم، وتحدث عن “ضرورة تخليص الأدب من الأيديولوجية”، داعيا إلى ضرورة “وضع تفرقة بين الكاتب والنص الإبداعي”. وعن سؤال حول ما إذا أصبح يشعر بالخوف من تناول مواضيع بعينها، أجاب قائلا: “نعم، خاصة بعد أن أساء البعض فهمي”. وظهر داود حائرا لا يعرف إن كان سيكتب روايات أخرى أم لا. وقال: “لم يعد بإمكاني تنظيم نفسي”.من جهته، أبدى شوقي عماري امتعاضه من الوضع الذي آلت إليه الصحافة عبر العالم اليوم، وقال: “لقد أصبحت تبيع الحروب. وهذا مخزٍ”. وعليه، يفضل عماري الكتابة الأدبية التي تعتبر بالنسبة إليه “فضاء يضمن الحرية ويعطي للإنسان تلك القدرة على تفسير العالمي بشكل ذاتي”. بيد أن الرواية الجزائرية حسب عماري: “مسيّسة جدا وهذا متعب، إذ يقلل من هامش الحرية لدى الأديب”.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات