روسيا تختار التدخل العسكري في سوريا لحماية مصالحها

+ -

لم يعد التدخل العسكري الروسي في الأزمة السورية سرا يتم التكتم بشأنه، رغم نفي موسكو مرارا بأنها أرسلت قوات عسكرية إلى سوريا للقتال وأن دعمها العسكري لدمشق لا يتجاوز الجوانب التقنية والفنية، غير أنها هذه المرة أصبحت أكثر صراحة ووضوحا عندما أعلن الكريملن استعداده لدراسة “التدخل العسكري في سوريا ضد الإرهاب في حال تلقى طلباً من الحكومة السورية”، جاء ذلك بعد يوم واحد فقط من تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن “إمكانية طلب تواجد قوات روسية على أرض بلاده إذا دعت الضرورة إلى ذلك”. ليست هناك ضرورة أكثر من هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها النظام السوري، حيث خسر آخر مواقعه في محافظة إدلب في الشمال بسقوط مطارها العسكري وفصائل المعارضة المسلحة تتقدم في ريف اللاذقية وتقترب من مركز المدينة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهذا الأمر يشكل تهديدا استراتيجيا ليس للنظام السوري فقط، بل لروسيا نفسها، فإذا كانت محافظة اللاذقية تمثل الحاضنة الشعبية لنظام بشار الأسد خاصة أن غالبية سكانها من الطائفة العلوية، فإن سقوط اللاذقية في يد الجماعات المسلحة يعني بالنسبة لموسكو اقترابها من ميناء طرطوس الذي يمثل القاعدة البحرية الوحيدة للأسطول الروسي في البحر الأبيض المتوسط.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات