+ -

ما هي قراءتكم لخلفيات الانقلاب العسكري الذي وقع في بوركينافاسو قبيل أسابيع من الانتخابات؟ هذا الانقلاب لم يكن متوقعا ولم يكن يخطر على مخيلة أي أحد ليحدث، لكن ربما أصبحت الأنظمة العسكرية في إفريقيا مصابة بجنون سياسي مصلحي كلما وقعت هناك انتخابات إفريقية نزيهة، وقضية بوركينافاسو تأتي بعد مسار سياسي انتقالي اتفقت عليه من قبل معظم القوى الحية من أجل الوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة في 11 أكتوبر المقبل، ليأتي هذا الانقلاب ويعود بالقطار السياسي إلى الوراء. وعموما الأمر في بوركينا غامض وأعتقد أن البلد في طريقه إلى متاهات لا أظن أنها ستمر بسلام، خاصة في ظل إصرار كامل من الانقلاب على مواجهة المعارضين وكل من يناهض هذا التغيير الانقلابي في المشهد السياسي البوركينابي.هل يعني هذا الانقلاب بالضرورة إلغاء موعد الانتخابات؟نعم، الانقلاب ألغى الانتخابات واستبعد الحكومة والرئيس، وخطابه المعلن في بيانه المتلفز يوم الخميس الماضي جد واضح، حيث ذهب إلى تنظيمه انتخابات جديدة أكثر نزاهة مما كانت لتتم في 11 أكتوبر، والسبب ببساطة أن هذه الحكومة المقالة قررت إقصاء بعض المرشحين في الرئاسة والبرلمان من المشهد السياسي في إشارة إلى حزب المخلوع بليز كومباري، وهؤلاء ربما اتفقوا مع الأمن الرئاسي الموالي للرئيس المخلوع على هذا الانقلاب وخاصة بعد اتهامهم الرئيس والحكومة بدعم أحزاب تطمح للفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة.ما هي نظرة الشعب البوركينابي لتدخل المؤسسة العسكرية في الشأن السياسي؟البوركينابيون معروف عنهم الشهامة ورفض الظلم وعدم نسيان أي إساءة لهم ومعروف أنهم من أقوى شعوب غرب إفريقيا بعد السنيغال، وكل هذه الامتيازات تجعل الإنسان البوركينابي في مواجهة مع التاريخ في هذه المرحلة المستعصية، ولقد لاحظنا ذلك مباشرة بعد إعلان احتجاز الرئيس وحكومته، حيث خرج الشباب إلى الشارع لمواجهة الرصاص بالصدور العارية. وأعتقد أن القوى السياسية في طريقها لترتيب نفسها ولمّ شعثها لكي يدخلوا في مواجهة حقيقية مع الانقلاب الذي عمد إلى غلق القنوات والإذاعات المعارضة واعتقال رموز “حركة المكنسة الوطنية”.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات