+ -

 لا يمكن أن نفهم “الهوشة السياسية” الحاصلة بين زعيم الأفالان سعداني وزعيمة حزب العمال حنون إلا في سياق بدء النط من سفينة الرئيس جراء الإحساس بأن أيامه في الحكم أصبحت معدودة! ولهذا بدأ التراشق بين رجال محيطه عبر الأبواق التي كانت متناغمة في التسبيح بحمد الرئيس.لاحظوا أن حنون تنقلت قبل عام تقريبا إلى مقر الأفالان لمقابلة زعيم الأفالان سعداني في سياق تنسيق حنون وسعداني حبهما المشترك للحبيب بوتفليقة... فماذا حدث لسعداني حتى يعرف بعد عام أنه استقبل زعيمة حزب غير شرعي؟ وماذا حدث لحنون حتى تعرف بعد عام أنها تنقلت لمقابلة زعيم حزب جاهل؟!إذا كان سعداني على حق حين طلب من حنون أن تقول للرأي العام ما هي الأشياء التي وعد بها بوتفليقة “الأرنبة” الرئاسية أربع مرات ولم يوف بها... فإنه أيضا من حق حنون أن تقول لسعداني: كيف يكون حزب حنون غير شرعي وزعيمته الويزة أعطت الشرعية للرئيس بوتفليقة من خلال الترنب معه في الرئاسيات الأخيرة؟! أليس من الواجب والحال هذا أن يقول سعداني إن الرئيس غير شرعي، لأنه ترشح ضد أرنبة غير شرعية؟! ثم ماذا يقول سعداني في حزب العمال البريطاني الذي يحكم بريطانيا؟! هل ديمقراطية بريطانيا التي تقبل بحزب يسمى حزب العمال هي ديمقراطية فئوية، وهي أقدم ديمقراطية في العالم؟!لا يمكن أن نطلب من ساحة سياسية فيها زعامات بمثل هذه المستويات أن تصنع لنا حياة سياسية سليمة... !الرئيس بوتفليقة وحده المسؤول عن الهزال السياسي الذي زرعه في الساحة السياسية، وهذا الهزال هو الذي أنتج لنا مثل هذه النماذج السياسية؟!لست أدري حول ماذا اختلف سعداني وحنون؟ كلاهما يؤيد استغلال الغاز الصخري ويعتبر “حراك الجنوب” مؤامرة خارجية على حكم بوتفليقة. كلاهما أيضا يعارض المعارضة أكثر من بوتفليقة نفسه؟!لهذا فإن التفسير الوحيد لهذه “الهوشة” الداخلية داخل أبواق النظام هي عبارة عن تخبط “مصارين” النظام، وهو ما يدل على أن النظام بدأ يعيش “كوليكا” حادة أصبحت تفرز “كوشمارات” تدل على عسر هضم سياسي.الأمر فعلا قد يتجاوز هذه المرة مجرد “هوشة” بين أحزاب الموالاة حول حقائب وزارية في تعديل وزاري وشيك، أو حتى “هوشة” بين الجيش والرئيس حول توزيع الريع أو حتى “شانطاج” للرئيس من طرف هذه الأحزاب بغرض زيادة الأعلاف في “المزاود” الحزبية!الأمر هذه المرة قد يدل على أن هؤلاء الخماسة في السياسة قد أحسوا بأن المالك يريد بيع القطيع!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات