لم تكن الأضواء تبهرهم، ولم تكن أهدافهم عدسات الكاميرات العربية ومئات الصحفيين العرب الذين جاءوا لتغطية الحدث السينمائي الحادي والثلاثين في مدينة الإسكندرية، وحين كان المخرج الجزائري لطفي بوشوشي على مرمى أيام فقط من التتويج بأربع جوائز من جائزة “الفنان نور الشريف” للسينما العربية التي استحدثتها دورة مهرجان الإسكندرية لعام 2015.. كانت المشاركة والتنافس وكلمة الجمهور شغف، وحلم مشترك، يجمعه بالمخرج محمد الزاوي لذا انزوينا بعد انتهاء حفل الافتتاح عند ركن مقهى المطعم يتحدثان بعيدا عن صخب الكاميرات ولا تشدّهما لهفة الممثلين لإجراء حوار هنا أو إعطاء تصريح هناك. كانت الإسكندرية “محطة” للجزائر “كمان وكمان” كما يقول عنوان إحدى أفلام المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، فبعد سنة من تكريم الإسكندرية للسينما الجزائرية عادت عدسة المخرجين الجزائريين لتصنع الحدث هذا العام في عروس المدن المصرية، التي عرفت مشاركة 4 أفلام قصيرة و5 أفلام روائية طويلة و2 أفلام وثائقية جزائرية، رغم ذلك فقد مرت المشاركة الجزائرية في الظل خلال الأيام الأولى من المهرجان إلى اليوم الثالث مع قدوم المخرج بلقاسم حجاج، ليعرض فليمه الجديد “فاطمة نسومر” ضمن المسابقة الرسمية لجائزة “نور الشريف للأفلام العربية”، حيث دخل المسابقة مظلوما بسبب لغة الفيلم الأمازيغية وخرج من المهرجان مظلوما ببيان لجنة التحكيم رغم إعجابهم بالفيلم.لم نكن نسمع الكثير من الشغف العربي للتعرف على ضيوف المهرجان من الجزائريين، إلا أن صدفة لقاء مدير تحرير جريدة “القاهرة”، زين العابدين خيري، رفقة مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، كان مفارقة في عيون ضيوف المهرجان، كان حماسهما قوي جدا لفيلم جزائري فرغا من مشاهدته للتو، وجاءا يبحثان عن مخرج الفيلم. يسألنا زين بلهفة المستمتع بالفيلم: “هو فين مخرج الفيلم الجزائري الرائع؟”، قبل أن يكمل وقد بدا تعثر ذاكرته في حفظ عنوان الفيلم واضح، لنجيبه: “تقصد فيلم البئر؟”، وبالفعل هذا اللقاء غيّر كثيرا من معنويات الجزائريين، وتحديدا المخرج لطفي بوشوشي الذي انتشى فيما بعد ببعض الحوارات التي أجرتها له الصحافة المصرية، والتي كانت تحمل في طياتها إجابة حقيقية للباحثين عن ظهور مجاني “دع فيلمك يتحدث عنك أولا”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات