عندما سمعت أحمد عز جبهة التحرير الجزائري ونائب رئيس “برلمان الحفافات” يقول معلقا على تنحية بوتفليقة لـ«التوفيق”: “نحن مع الرئيس بوتفليقة في كل القرارات التي يتخذها”، عندما سمعت ذلك أحسست بدوار برأسي !وتمنيت لو أن الرئيس بوتفليقة أصدر قرارا رئاسيا بوضع “رصن” في رأس نواب الأفالان وساقهم إلى السوق في تبسة لبيعهم! فهل سيؤيد أحمد عز قرار الرئيس أم يعارضه؟!بوتفليقة نجح فعلا في إيصال نوعية من البشر إلى دواليب الدولة، في البرلمان والحكومة والجيش والأمن والإدارة والإعلام، تجزم العين والأذن أنهم ليسوا من الكائنات البشرية التي لها عقل! ولا تتساءلوا “واش” ترك غول وولد عباس وبن يونس لأحمد عز الأفالان مما يقال، غير الإبداع بمثل هذا القول: “نحن مع كل قرارات الرئيس”!بوتفليقة احتاج إلى 16 سنة لإزاحة جنرال من على رأس الـ«دي آر آس” لأنه رتّب لهذا القرار 15 سنة كاملة من العمل مع هؤلاء النماذج البشرية، ولكم أن تسألوا كم يحتاج بوتفليقة أو وريثه من وقت لبناء برلمان “مقدود” وتعيين حكومة “مقدودة” وترتيب قيادة للجيش مقبولة؟! وبناء مؤسسات حزبية سياسية فيها “ريحة” ممارسة السياسة؟!وباختصار، إذا كانت تنحية شخص احتاجت إلى 16 سنة من العمل الدؤوب والتنسيق السياسي وغير السياسي مع الداخل والخارج، فكم يحتاج الرئيس من وقت لبناء مؤسسات دستورية يمكن أن يطمئن لها المواطن الجزائري لحكمه؟!هكذا أصبحت الجزائر تهتز من أقصاها إلى أدناها لأن الرئيس نجح في عزل موظف من مصالح الأمن !لسنا ندري هل “توفيق” هو الذي كبر وأصبح أكبر من الجزائر ومن الرئاسة والرئيس، أم الجزائر هي التي صغرت وصغرها الرئيس بتجميدها سياسيا ودستوريا وقانونيا ومؤسساتيا طوال 16 سنة كاملة؟!في سنة 1965 وقع انقلاب 19 جوان، وكان الحادث أمرا عاديا لأن القوة التي أتت ببن بلة هي التي أزاحته، لكن هيكل المصري أعاب في كتاباته ما قام به بومدين، فكتب الأستاذ محمد الميلي في مجلة “الجيش” يرد على هيكل قائلا: “هل نطلب منكم الإذن لعزل موظف في دولتنا؟”، واليوم يكاد يتحول عزل الجنرال “توفيق” إلى حدث عالمي بامتياز! لماذا؟ لأن الجزائر صغرت سياسيا حتى حكمها أمثال أحمد عز الأفالان الذي لا يفقه ما يقول..لا تستغربوا إذا لاحظتم في التغيير الحكومي القادم “أمراء الشيتة” في أحزاب التحالف السياسي على رأس قوائم الوزراء! فبوتفليقة شيد نظاما طوال 16 سنة بناه على أساس “الشيتة”! فـ”الشيتة” هي الوسيلة النظامية الوحيدة الموصلة للسلطة والثروة في الجزائر، ولذلك أبدع فيها هؤلاء إلى حد الابتذال! هؤلاء سلخوا الرئيس بـ«الشيتة” حتى “طاب” جسمه! ولا حول ولا قوة إلا باللّه؟! لم يبق لنا سوى إعلان تنحية “توفيق” عيدا وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات