الشرطة الإسرائيلية بأحذيتها في منبر المسجد الأقصى

+ -

لليوم الثالث على التوالي، اقتحمت، أمس، قوات كبيرة من الوحدات الخاصة والقناصة والشرطة الصهيونية وبغطاء ناري المسجد الأقصى، قبيل السماح باقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد من جهة بابي المغاربة والسلسلة، وحوّلت قوات الاحتلال محيط الأقصى إلى منطقة عسكرية مغلقة، ونصبت الحواجز العسكرية على كافة مداخله، ومنعت المصلين كافة من الدخول إليه. وصلت الإصابات في أوساط المسلمين المقدسيين، أمس، إلى 60 إصابة، منها 7 إصابات بجراح في الرأس لكبار السن، في حين ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن خمسة جنود إسرائيليين أصيبوا خلال المواجهات التي اندلعت في المسجد الأقصى.وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير دائرة الأوقاف الإسلامية، في مدينة القدس لـ”الخبر”، إن “قوات من الشرطة الإسرائيلية وصلت بأحذيتها وعتادها إلى منبر المسجد الأقصى”، وأضاف الشيخ عزام الخطيب من داخل المسجد: “لقد وصل عناصر من الشرطة الإسرائيلية بأحذيتهم وعتادهم إلى منبر صلاح الدين (منبر المسجد)”، ويتواجد منبر صلاح الدين في داخل المسجد القبلي المسقوف.وتابع: “هذا أمر خطير للغاية، وهو يحدث للمرة الثانية منذ الاحتلال الإسرائيلي للمسجد عام 1967، حيث كانت المرة الأولى في شهر نوفمبر من العام الماضي”. وذكر أن قوات الشرطة غادرت المنطقة، بعد وقت قصير من الوصول إليها، حيث تتواجد في محيط المسجد القبلي”.وأشار الشيخ الخطيب إلى أن “قوات الشرطة الإسرائيلية اعتدت على بوابات المسجد القبلي المسقوف، ودمّرت عددا من الزجاج الأثري في المسجد”، وتابع: “هذه أمور مرفوضة ومستهجنة، فالجانب الإسرائيلي يعمل على فرض واقع جديد في المسجد الأقصى لإدخال المتطرفين اليهود إليه”.واعتبرت دائرة الأوقاف الإسلامية، في تصريح صحفي وصل “الخبر” نسخة منه، اقتحام أمس سابقة خطيرة من خلال اللجوء لتحطيم وتكسير بوابات الجامع المسقوف ومداهمته، بهدف اعتقال المعتكفين وما نجم عن ذلك من خراب وتدمير وحرق جزء جديد من سجاد المسجد، وتكسير عدد من نوافذ الجامع التاريخية.ولفتت إلى أن قوات الاحتلال تعمل في هذه الأثناء على إفراغ المسجد من المصلين، وحتى العاملين، تمهيدا لاقتحامات جديدة لعصابات المستوطنين اليهود للمسجد المبارك، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها تمنع المسعفين من الوصول إلى المصابين في باحات الأقصى.وأغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى أمام المصلين والطالبات من الأجيال كافة، فيما اشتدت حدة التوتر بمحيط بواباته الرئيسية الخارجية، وبدأ المواطنون بالتجمهر حولها في محاولة للضغط على الاحتلال وكسر الحصار عنه، وفتحه أمام المصلين، وإغلاقه بوجه المستوطنين اليهود الذين يستعدّون في هذه الأثناء لاقتحامات جديدة له.وقال مدير إسعاف الهلال الأحمر في القدس لـ”الخبر”، إن الأطقم الطبية تعاملت مع 30 إصابة في الأجزاء العلوّية من الجسم، بينها أربع إصابات بجروح عميقة. وبيّن الطبيب أن كل الإصابات من داخل المصلى القبلي بالرصاص المطاطي خلال المواجهات المستمرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في باحات المسجد الأقصى.وأكد إمام وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ يوسف أبو اسنينة، في تصريح لـ”الخبر”، أن قوات الاحتلال حطمت بوابات الجامع القبلي التاريخية خلال اقتحام وحشي شنته على المسجد الأقصى، وتخلله الاعتداء على المعتكفين، وتابع “إن بيان الشجب والإدانة التي صدرت عن عدة جهات عربية ودولية لا تردع سلطات الاحتلال التي تواصل سيعيها لفرض تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى”.واندلعت مواجهات داخل المسجد الأقصى بعد اقتحام قوات الاحتلال باحاته لإخراج المصلين وإدخال المستوطنين، بالتزامن مع الاحتفال برأس السنة العبرية. وحاصرت المسجد القبلي، كما منعت المصلين من الدخول إلى المسجد. وشرعت قوات الاحتلال بإطلاق وابل كبير من الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية الحارقة والدخانية باتجاه المصلين، وقال مقدسيون لـ”الخبر” “إنهم شاهدوا دخانا يتصاعد من المسجد القبلي، رغم عدم سماع دوي قنابل غازية أو صوتية”.وفي وقت من مساء أمس، انسحبت قوات الاحتلال من المسجد الأقصى والجامع القبلي المسقوف، وأعادت انتشار عناصرها ما بين بابي المغاربة والسلسلة لتأمين اقتحام المستوطنين المتطرفين في مسار الهروب بين البابين، وباشر المصلون وسدنة المسجد الأقصى بتنظيف الجامع القبلي من مخلفات الغربان والغرباء أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات