+ -

 قال أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر3، الدكتور محمد لعڤاب في حديث لـ “الخبر”، إن المجتمع المعلوماتي فضاء رحب يستغله القراصنة ومسرح كبير لحروب إلكترونية خفية قد تتسبب في حروب واقعية في حالة المساس بالأمن القومي ومواقع حساسة لها أو عجز دولة على توفير حماية منتجات دولة من قراصنة يقيمون على ترابها، وهو ما جرى بين الصين والولايات المتحدة.وأضاف لعڤاب، أن البنوك والمؤسسات العمومية لا تتوفر على أنظمة حماية وتحصين صلبة، رغم ذلك لا تتعرض لهجمات أو سرقات ينفّذها القراصنة لأنها متخلفة ولا تقدّم خدماتها عبر الانترنت، وبالتالي لا يمكن للهاكرز اختراق المنظومات الإلكترونية لها وإنشاء حسابات وهمية تحوّل فيها الأموال.وأكد لعڤاب أن المجتمع الجزائري مقصي من الخدمات البنكية الإلكترونية ومحروم من الاستفادة من الخدمات المالية الالكترونية، والبنوك اليوم مطالبة بعرض خدماتها عبر الشبكة العنكبوتية وتجنيب المواطن الشقاء، وليس من حقها التحجج بالخوف من القراصنة وترك المجتمع يعيش في حالة من التخلف. وبالمقابل، يتابع محدثنا، بإمكان القراصنة في الجزائر توجيه نشاطهم لاستهداف الملكية الفكرية، كالأفلام والأغاني وإخراجها من الانترنيت بحيل وطرق متطورة وإعادة بيعها وعرضها في مدنهم والاستفادة من ريعها.وأضاف أستاذ الإعلام والاتصال، أن أصل القراصنة هم خبراء في الإعلام الآلي يحترفون القرصنة ويستهدفون أموال البنوك والمعلومات الشخصية للمواطنين والبريد الالكتروني بنشر الفيروسات، مما يتسبّب في خسائر كبيرة لشركات محركات البحث، يستفيد منها القراصنة من خلال تقديم أنفسهم كبديل للحماية من تلك الفيروسات.وأوضح المتحدث، أن المجتمع المعلوماتي لا يستفيد من استعمال بطاقات الدفع الالكتروني والتسوّق، مضيفا أن عدم انخراط المؤسسات الجزائرية كليا في عالم الانترنت، جعل الجزائر في مأمن من هجمات تحويل الأموال وتعطيل مواقعها الحساسة.وروى المتحدث قصة طريفة لأحد أكبر القراصنة في الولايات المتحدة، أين تحوّل خبير في الإعلام الآلي واخترق منظومة رقمية لأحد البنوك، وقام بسرقة دولار واحد من مئات الحسابات المالية للزبائن، وحوّلها إلى حساب وهمي يسيطر عليه، ليصبح مليونيرا في لحظة، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل اتصل بمدير البنك وأخبره بالفجوة الرقمية والخلل على مستوى نظامه الالكتروني مقابل مبلغ هام.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات