بعث لي النائب البرلماني في الأفالان، نور الدين بلمداح، الرسالة التي بعث بها إلى وزير الخارجية رمطان لعمامرة... يسأله كنائب هذا السؤال:“متى سيستفيد أفراد جاليتنا المتواجدة بالخارج ولا يملكون وثائق إقامة من جواز السفر البيومتري أو حتى العادي”؟!بلمداح هذا نائب عن الجالية الجزائرية في الخارج، المنطقة الرابعة: أمريكا وكندا وأوروبا غير فرنسا !وزير الخارجية يبدو أنه لم يجب هذا النائب عن سؤاله. ليس لأن الوزير لا يملك الإجابة عن سؤال النائب، بل ربما أن الوزير لم يفهم سؤال النائب لأخطائه اللغوية والركاكة التي كتب بها السؤال “متى سيستفيد”!والصحيح متى يستفيد! على فرض أن حصول المواطن على جواز السفر هو استفادة! كاستفادة النائب من النيابة مثلا؟!النائب يسأل أيضا الوزير عن الاستفادة من جواز السفر للمهاجرين حتى ولو كان “الجواز العادي”، وكان هذا النائب الهمّام لا يعرف بأن الجواز العادي قد انتهت صلاحيته في العالم وليس في الجزائر فقط؟!ولكن النائب يعرف كل شيء إلا القانون !لأن كراسي النيابة في الخارج فصلت على مقاس أبناء المسؤولين في الخارج!منذ أيام أثرت حكاية عدم دستورية صندوق التقاعد للإطارات ومنهم النواب، واليوم بالمناسبة أثير أيضا عدم دستورية النيابة عن الجالية في الخارج للأسباب التالية:أولا: فكرة البرلمان أساسها هو بسط سيادة الشعب على المؤسسات دستورية التي تسيّر البلاد (الوطن) ولا يوجد أي مبرر لوجود نشاط سيادي للشعب وممثليه خارج الإطار الحدودي للدولة، لأن ذلك يتعارض ويتصادم من سيادة الشعوب الأخرى !من المضحكات أن الجزائر هي البلد الوحيد في العالم الذي قسّم الكرة الأرضية وليس التراب الجزائري إلى دوائر انتخابية، فباتت السيادة الشعبية مبسوطة عبر الانتخابات التمثيلية لسكان أمريكا وأوروبا تماما مثل سكان تمنراست؟! ولذلك أنتجوا لنا نوابا من مستوى نواب الحفافات في فهم القانون والسيادة. وسؤال هذا النائب المذكور أعلاه نموذجا.ثانيا: من أطرف ما سمعت عن نشاط نواب الكرة الأرضية في برلمان الحفافات أن أحدهم “خبطها” أثناء الاحتفال (بالريفيون) العام الماضي في مدينة فرنسية وأصيب بأزمة قلبية، نقل إثرها على جناح السرعة إلى المستشفى... وعالجه طبيب جزائري... ولما تحسنت حالة النائب الصحية راح “يدراڤي” في الممرضات الفرنسيات ويدعوهن إلى الأكل في أفخم المطاعم في المدينة، لأنه يأخذ مبالغ كبيرة تعادل شهرية سفير! ويحمل معه ثلاثة هواتف نقالة كدلالة على علو كعبه في النيابة والمسؤولية في الجزائر !والممرضات يضحكن عليه ويتعجبن من بلد يعين النواب من خارج ترابه الوطني وبهذا المستوى المتدني؟!شوفوا يا جزائريين بلادكم أكثر ديمقراطية من فرنسا وأمريكا ومصر والمغرب وكل بلاد العالم، لأن كل بلدان العالم لا تسمح بتقسيم غير ترابها الوطني إلى دوائر انتخابية كما تفعل الجزائر !هل الجزائريون يتواجدون في العالم أكثر من تواجد الأمريكان؟!التقشف ياسي سلال ويا سي أويحيى يبدأ من إلغاء كل مظاهر عدم الدستورية في الحياة المالية المؤسساتية للجزائر، ومنها هذه النيابة خارج الدستور والقانون، وكذلك صندوق التقاعد الخاص أو صندوق الميز العنصري بين المتقاعدين !هل فهمتهم الآن لماذا نطالب اليوم بردم كل شيء وإعادة البناء من جديد، خلافا لما يقوله أويحيى باسم السلطة؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات