واضح أن السيد أويحيى تلقى أمرا من أصحاب الأمر للتحدث للشعب باسم السلطة وبغطاء الأرندي، فكان كلامه في مجمله “هف وتبلعيط” غير مؤسسǃأولا: قد يكون خروج أويحيى للرأي العام بهذه الصورة وبهذا المنطق سببه أن البلاد والسلطة تحديدا تعاني من صعوبة الحديث مع الشعب، بعد أن فقد الرئيس بوتفليقة قدرته على مخاطبة الشعب، وأن الرسائل التي كان يبعث بها للشعب من حين لآخر لم تف بالغرض المطلوب، ولهذا أخرج أويحيى كي يملأ هذا الفراغ الرهيب في حديث السلطة للشعب.ثانيا: مسائل الخلاف في هرم السلطة تكون قد حُسمت وبات الخروج إلى الشعب بحديث موحد للموالاة مسألة حيوية.. وكُلّف أويحيى بتدشين هذه المرحلة. واضح من حديث أويحيى للرأي العام أن هناك جهة ما “جبدت” له أذنيه، خاصة فيما يتعلق بحديثه عن حكومة سلال وعن اتفاقه مع الأفالان، فقد حاول أويحيى الدفاع عن النظام فوقع في رداءة القول أكثر من حالة عدم وجود القول بلسان السلطة:^ أويحيى قال لو لم يمرض الرئيس لتم تعديل الدستور في 2013ǃ ولم يشعر القائل لهذا القول بأنه يقيم الحجة على السلطة لصالح المعارضة.. إذ كيف لمرض الرئيس أن يعطل سير الدولة بهذه الصورة البائسة 5 سنوات كاملة؟ǃ على فرض أن تعديل الدستور مهمة حيوية لتطور البلاد؟ǃ^ أويحيى قال أيضا على المعارضة أن تساعد السلطة على تجاوز الأزمة التي قد تضرب البلاد بعد 5 سنوات من الآن. لم يحس القائل بأنه يقيم الحجة أيضا على السلطة.. إذ كيف لحكم يحكم 16 سنة كاملة ولا يفعل شيئا لتجاوز الأزمة.. ثم يأتي ويقول للمعارضة تعاوني معي لتجاوز الأزمة في 5 سنوات القادمة.. 15 سنة لم تكف هذه السلطة فكيف تكفيها 5 سنوات؟ǃ^ أويحيى “بلعط” بعض الصحافيين الذين سألوه أسئلة تشبه أسئلة النواب الحفافات للوزراء في البرلمان.. بخصوص أين صرفت 800 مليار دولار التي صرفتها السلطة خلال 15 سنة الماضية، فقال لهم أويحيى: هناك تشييد 40 جامعة في البلادǃ ولكن لا أحد سأله ما فائدة تشييد 40 جامعة في البلاد إذا كان المسؤولون الذين يحكمون البلاد اليوم وفي المواقع الحساسة في الدولة وعددهم (6) منهم أربعة لم يضعوا أرجلهم في الجامعة؟ǃهالني أيضا حديث أويحيى عن سجن الجنرال حسان، وعن قضية شكيب خليل بطريقة مضحكة تدل على أن السلطة تابعت شكيب خليل ثم برّأته بالعدالة، وهي تتابع الآن الجنرال حسان، ولا يستبعد، حسب نبرة أويحيى في الكلام عن الموضوع، أن تبرّئه العدالة أيضا.. وبالتالي تتحول العدالة إلى صورة من صور العبث بالرأي العام لحساب فساد السلطة؟ǃأصدقكم القول أنني تمنيت لو لم أتابع وقائع هذه الندوة الصحفية حتى أبقي على بعض الأمل في وجود ما يمكن أن يؤدي إلى تجاوز الكارثةǃ لكن حديث أويحيى باسم السلطة، وليس باسم الأرندي، يدل على أن القيامة قادمة لا محالة، وأن السلطة سكوتها أفضل من حديثها.. لأن الحديث يزيدها “كشايف”ǃ
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات