السينما أصدق وسيلة للتعبير عن معاناة الشعوب المحرومة

38serv

+ -

 اختتمت سهرة أول أمس فعاليات الطبعة الثالثة عشرة للقاءات السينمائية ببجاية، بعد ستة أيام كاملة من العروض التي جعلت الجمهور أقرب إلى عالم السينما منه إلى عالم الهموم والانشغالات اليومية، حيث عمدت لجنة التنظيم إلى برمجة عدة أفلام خلال اليوم الختامي خاصة بالقضايا الإفريقية، ما جعل الحضور يضعها في خانة يوم السينما الإفريقية والعربية، بتسليط الضوء على مجموعة من القضايا التي تثير اهتمام الناس. كانت البداية بعرض فيلم المخرجة اللبنانية ”مريم الحاج” بعنوان ”هدنة” والذي عالجت فيه قضية الكتائب المسيحية اللبنانية التي عانت الويلات أيام الحرب الأهلية والتي تعاني اليوم التهميش، حيث أغلب أبطال معركة صبرا وشاتيلا لايزالون يعيشون على وقع الحنين للحرب ويرون أن الحرب هي الحياة. كشفت وقائع الفيلم الوثائقي للجمهور حقيقة المأساة اللبنانية، واعتبرت المخرجة أن توقف القتال مجرد هدنة والحرب يمكن أن تشتعل في أي وقت.كان الجمهور أيضا على موعد مع السينما المصرية من خلال فيلم ”أنا الشعب”، مدته 111 دقيقة للمخرجة الفرنسية ”أنا روسيون” المقيمة بمصر. يروي الفيلم التحولات الكبرى والمصيرية للشعب المصري الذي استطاع أن يطيح بالرئيس مبارك، من خلال ثورة ميدان التحرير وتعليق الآمال على الرئيس مرسي من أجل مصر جديدة خالية من الظلم. لكن هذا الأخير خيب ظنهم، بتحوله من رئيس لجميع المصريين إلى رئيس لجماعة الإخوان المسلمين. وصورت المخرجة بإحكام معاناة الشعب المصري والفقر الذي يعيش فيه، حيث في الوقت الذي يشيد العالم الغربي بديمقراطية مصر، كان الشعب يئن تحت وطأة الحرمان.حضرت السينما المالغاشية بدورها ولأول مرة في الجزائر، من خلال فيلم ”فاسا” الذي يعني الحزن للمخرج الشاب ”لازا رازانا جاتوفو” الذي عالج من خلاله مأساة الشعب المالغاشي التي تجسدت في قصة فتاة قتل والدها وعرفت كيف تسير حياتها دون أن تنسى حزنها، ودون أن تفرط في سعادتها. وحسب المخرج، فإن الهدف من الفيلم هو تدريب الشعوب التي يلاصقها الموت على تسيير الحزن وجعله مصدر إلهام للحياة، وبالتالي الإيمان بأنه بالموت تستمر الحياة. مثّل فيلم ”الحمى” السينما المغربية في الحفل الختامي، مع المخرج هشام عيوش الذي استقطب جمهورا واسعا، حيث تلقى المخرج التهاني والتشجيع، بفضل طريقة عرض إشكالية فيلمه التي تمثل الهموم المشتركة لجميع الشعوب المغاربية وقصة هذا الفيلم الذي فاز بجائزة مهرجان ”فيسباكو” بواغادوغو التي تروي مأساة عائلة مهاجرة بفرنسا من خلال العلاقة المضطربة بين أب وابنه الوحيد الذي تتسم حياته بالعنف في حي يقطنه المهاجرون ومليء بالجرائم والعنف بمختلف أشكاله. كان الفيلم الأخير في السهرة الختامية جزائريا بعنوان ”الموجة” للمخرج عمر بلقاسمي الذي صور جميع مشاهده بمدينة بجاية، واعتمد على شباب هواة، ويعالج حالات الانكسار التي ذهب ضحيتها العمال الجزائريون، بعد تحول الجزائر من الاقتصاد الموجه إلى الاقتصاد الحر، حيث إن بعض الإسقاطات لاتزال قائمة إلى اليوم.  يعكف حاليا مجموعة من المخرجين على إجراء تقييم شامل للتظاهرة بهدف تشخيص مواطن النقاط السوداء، خاصة أن عددا كبيرا من الجمهور الحاضر عبّر عن امتعاضه من طريقة اختتام اللقاءات السينمائية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات