+ -

 أستاذنا المحترم سعد بوعقبة، عندما قرأت ما كتبه الشاب سليم خيري حول انزعاجه من وصف الاتحاد المغاربي بالعربي، لم أستغرب كثيرا، لأنني أعرف أن العديد من الشباب الجزائري صار يعتقد أنه لن يجد هويته الجزائرية الحقيقية إلا في رفض ونبذ كل ما له صلة باللغة العربية أو بالعروبة ككل، إن هؤلاء الشباب لا يعرفون أنه لولا اللغة العربية ولولا العروبة لكنا اليوم في عداد الأمم التي لا وجود لها إلا في كتب التاريخ، ولما كان في مقدورنا أصلا أن نتحدث اليوم عن الاتحاد المغاربي بوصفه عربيا أو أمازيغيا، أليس من الغريب أستاذ سعد أن هذا الشباب المتحمس للأمازيغية والمنزعج من العروبة يكتب إليك باللغة الفرنسية ليقول لك بأنه أمازيغي، وليس عربيا؟ لكنني لا ألوم هذا الشاب أبدا وإنما يقع اللوم على الذين لم ينهضوا بواجبهم تجاه هؤلاء الشباب...أما عندما قرأت ردك على الأخ سليم خيري فلم أصدق في البداية أن من يكتب هذا الكلام هو الأستاذ سعد بوعقبة، ولكن بعد أن تأكدت من ذلك قررت أن أكتب هذا التعقيب، ليس فقط لخطورة ما جاء في ردك حول انسلاخ شمال إفريقيا عن الانتماء إلى العروبة وحول استخفافك بالعرب ـ وأنت العربي ـ ولكن لكوني أعرف جيدا أنك من أكثر الأقلام انقرائية وتأثيرك كبير جدا في أوساط واسعة من القراء، فبعد نشرك لـ«قول على قول” اتصل بي العديد من الأصدقاء والزملاء، وهم يسألوني هل قرأت ما كتبه الأستاذ بوعقبة عن شمال إفريقيا؟أستاذ سعد، لم أعد أدري هل أنت عربي أم أنك بادرت بالانسلاخ عن عروبتك، تمهيدا لبشارتك غير المقدسة  حول انسلاخ الاتحاد المغاربي عن العروبة، وإن كنت أظن أنك ربما كتبت ما كتبته في عمودك يوم الثلاثاء 08 سبتمبر 2015 في لحظة مرارة وتبرم من واقع عربي لا يسر، ومع ذلك فإن ما كتبته يبقى بالغ الخطورة لأنه قد يكون بداية فكرية جديدة للكثير من الشباب والقراء، ما قد يؤدي إلى مزيد من انتشار وتكريس مثل هذه المفاهيم العنصرية المعادية لكل ما هو عربي، وما سينجم عن ذلك من تأثيرات سلبية..أنا أتذكر جيدا ـ كمثال عن تأثيرك الإيجابي ـ أنني وقبل سنوات عديدة وعندما كنت تكتب باسم “السردوك” في الشروق اليومي، قد قرأت لك مقالا ذكرت فيه أن النشيد الرسمي للبحرية الأمريكية يتضمن مقطعا يشير إلى انتصار البحرية الأمريكية على البحرية الليبية وذلك قبل سنوات من الغزو الفرنسي المشؤوم لبلادنا سنة 1830 وكانت هذه الإشارة في مقالك دافعا قويا لي لكي أقرأ عن العلاقات الأمريكية المغاربية وعن تاريخ الصراعات الدولية في حوض البحر الأبيض المتوسط بصورة عامة. وفي الحقيقة لقد ترددت قبل كتابة هذا التعقيب بسبب تجربتي مع يومية “الخبر” والتي رغم دورها الرائد والمتميز، لا تحترم في بعض الأحيان شعاراتها، إذ أنها ترفع شعار الرأي والرأي الآخر، لكنها عمليا لا تنشر من الرأي الآخر إلا ما يتوافق مع رأيها، وعندي نماذج كثيرة عن ذلك.فوزي حساينية ـ ڤالمة أولا: لم نشر لك الرد لأنه طويل جدا ولا يتحمله العمود، وفضلت أن أنشر لك الرسالة المرفقة لأنها تتضمن روح ما جاء في الرد والتعقيب.ثانيا: أنا  كتبت عن النشيد الرسمي للأسطول السابع الأمريكي والذي فيه أحد المقاطع يتحدث عن انتصار البحرية الأمريكية على أسطول الرايس حميدو الجزائري وليس الليبي، وعندما سقط الأسطول الجزائري سقطت شمال إفريقيا كلها.ثالثا: يا أخي، العرب وخاصة المصريين والسعوديين يريدون استخدام العروبة والإسلام لإنجاز وحدة عربية إسلامية هم محورها وقادتها وغيرهم ضواحي وخدم. نحن نريد وحدة عربية معهم وهم يريدون وحدة عربية بنا وليس معنا.. والفرق شاسع بين التعبيرين واضح.وعندما طرحت الجزائر في قمة الجزائر فكرة إصلاح الجامعة العربية قال المصريون والسعوديون ناقشوا كل شيء إلا قيادة مصر للجامعة! وها هي الجامعة العربية تتحول إلى لعبة في يد أمراء الخليج وينغمس المصريون في استخدامها لتأجيج الصراعات في دول عربية عضوة في هذه الجامعة.. تجربتنا مرة مع هؤلاء يا أخي فوزي[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات