السينما تحاكم التاريخ وتقتص للمظلومين

+ -

تحولت سهرة اليوم الرابع من اللقاءات السينماتوغرافية ببجاية إلى محاكمة علنية للتاريخ الوطني الجزائري الذي ظلم الكثير من صناعه، ورافع السينمائيون لأجل إعادة الاعتبار للمظلومين منهم، حيث أكد جل المتدخلين في النقاش العام أن السينما هي أصدق وسيلة تعبير عن قضايا الكفاح التي يخوضها المستقلون فكريا من أجل أن ترفرف حقوق الإنسانفي الأعالي التي لا يبلغها الظلم أبدا.هي الإشكالية التي طرحها المخرج الجزائري شريف عقون من خلال عرض فيلمه “روشي نوار” أو “الصخرة السوداء” وهي تعالج قضية أول رئيس للجزائر المستقلة السيد عبد الرحمن فارس الذي تعرض لظلم التاريخ والرفاق، وهو ما وقف عليه الجمهور الذي غصت به قاعة مسرح بجاية من خلال استماعه لشهادات حية ومثيرة جدا حول جروح المرحلة الانتقالية التي تولى فيها عبد الرحمن فارس رئاسة الهيئة التنفيذية المؤقتة التي كلفت بتحضير الاستفتاء والإشراف على الولادة القيصرية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، فقد جاءت شهادات كل من الدكتور مصطفاي أحد أعضاء الهيئة المؤقتة و«جون بيار شوفنمو” والمؤرخ الجزائري “مرداسي” ومحافظ الشرطة الفرنسي “سوزيني” لصالح عبد الرحمن فارس الذي اتهمته جماعة الأفالان بقيادة أحمد بن بلة بالخيانة العظمى بعد أن ألصقت له ولجماعته من الهيئة المؤقتة تهمة التفاوض مع منظمة “الأواس الإرهابية”، حيث جاء في شهادة الدكتور مصطفاي أن ذلك جاء بعد أن هددت المنظمة الإرهابية بتفجير أنفاق حي القصبة وبلكور.وأجمعت بقية الشهادات على أن عبد الرحمن فارس ليس خائنا، وهو ما أكده محافظ الشرطة الفرنسي سوزيني الذي قال إن ما ارتكبته منظمة “الأواس” من إرهاب في ستة أشهر يعادل ست مرات ما ارتكبه الأفالان في ظل ست سنوات. وقال ابن فارس إن والده التقى أزيد من عشر مرات مع الجنرال ديغول بقصر الإليزيه بفضل مساعدة الأديب الجزائري جون الموهوب عمروش، من أجل استقلال الجزائر. وعايش جمهور السينما سلسلة من الأحداث التاريخية عن طريق مجموعة من الأفلام التاريخية “هذا الرجل من يكون؟” للمخرج رؤوف بانية، وفيلم السهرة بعنوان “القوى المضادة“ للمخرج الفرونكو جزائري مالك بن إسماعيل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات