"مشكلة الأفلام التاريخية قلة الأرشيف"

38serv

+ -

بعد الضجة الكبيرة التي أثارها فيلم “روشي نوار” خلال اللقاءات السينمائية ببجاية، اقتربت “الخبر” من المخرج شريف عقون وكان معه هذا الحوار.نرى أن السينما أعادت الاعتبار لإحدى الشخصيات التي ظلمها التاريخ؟ صحيح يمكن أن نحقق بالسينما ما نعجز عنه بوسائل أخرى. أعتقد أنه من المفيد التعرض بالدراسة والبحث لكل الشخصيات التي كافحت من أجل حرية شعوبها، ولا يحق نسيانهم أو تناسيهم حتى وإن لم نتوافق في الرأي معهم، الشعب هو أول المقيمين.وكيف كانت ظروف إنجاز فيلم من هذا النوع؟ الفيلم أنجز في ظروف عادية جدا، في إطار الاحتفال بالذكرى 60 لاندلاع الثورة التحريرية. استغلنا الفرصة لإخراج أفلامنا بعد أن قررت وزارة الثقافة التكفل بتمويلها، ولم تواجهنا أي مشاكل تذكر من هذا النوع أي المشاكل السياسية التي تلمحون إليها.بمعنى لم تصادفكم مشاكل أو ضغوط سياسية معينة؟ لا.. لا.. لم تصادفنا مشاكل سياسية بحكم أن الوزارة هي التي تكفلت بتمويل المشروع، وأكثر من ذلك فهو تعرض لسلطة لجنة قراءة السيناريوهات التي تعتبر مقصلة السينمائيين، ومر من جسرها بسلام. وبالمناسبة، أوضح لكم أني لست كاتب السيناريو بل هو محمد خوجة، أنا اكتفيت بالإخراج فقط.وماذا عن المادة التاريخية، كيف تم التعامل معها؟ المشكل المطروح بشدة متعلق بعدم وجود أرشيف جزائري يمكن الاعتماد عليه، الشهادات نادرة جدا، كل الأرشيف موجود بفرنسا والاطلاع عليه مكلف جدا، كل ما يوجد من أرشيف في التلفزة الوطنية غير قابل للاستغلال وحتى صور أعضاء الهيئة التنفيذية لم أعثر عليها..هل وجهتم دعوات لمؤرخين أو شخصيات لمساعدتكم على إنجاز الفيلم؟ بحثت جيدا لكنني لم أجد الكثير، لم أرد أن أحاور أيا كان، والشهادات قليلة وهي ما شاهدتم في الفيلم مثل الدكتور مصطفاي ومرداسي وغيرهم.وماذا عن دعوة بلعيد عبد السلام؟ وجهت له بالمناسبة دعوة لتقديم شهادته بحكم أنه من الفاعلين الأساسيين في الهيئة المؤقتة إلا أنه تجنبني، حيث لم يرد عليها لا بالإيجاب ولا بالسلب ولا بأي طريقة أخرى ولا أعرف لماذا.ألا ترون أنكم بهذا الفيلم تكونون قد حطمتم طابو سياسيا؟ بحكم أن عبد الرحمن فارس أول رئيس للجزائر المستقلة ممنوع من الذكر في الجزائر وممنوع على الباحثين الجامعيين أو المؤرخين التعرض لقضيته، هو فعلا كذلك. مؤسف جدا تجاهل هذه المرحلة المهمة في تاريخ الجزائر المستقلة، عبد الرحمن فارس هو فعلا أول رئيس للجزائر، هو من وقّع أول جوازات سفر الجزائريين. تعتبر مرحلة الهيئة التنفيذية مهمة جدا، أعضاؤها قاموا بعمل جبار لتحضير الاستفتاء وتنظيم استفتاء تقرير المصير وكذا جزأرة الإدارة الاستعمارية، كونوا شبابا لتولي مهام المسؤولية خاصة مع الهجرة الجماعية للمعمرين، والدكتور مصطفاي فسر جيدا هذه النقطة في شهادته.إذن، فقد سلطتم الضوء على مرحلة غامضة في تاريخ الجزائر؟ لا أعرف إن كنت فعلت ما تقولون، لكن أقول إنه من واجب الجزائريين معرفة تاريخهم بسلبياته وإيجابياته، هذه المرحلة مهمة في إنجاح الاستقلال، ونحن نعرف أنه من عادات الدول الإفريقية تدشين مثل هذه المراحل بالانقلابات العسكرية، ونحن في الجزائر لحسن الحظ لم نشهد إلا واحدا منها فقط وهو انقلاب جوان 1965.حسب رأيكم، بماذا يتهمون عبد الرحمن فارس؟ (يضحك).. متهم باستقلالية فكره وعمله وقناعاته ومبادئه ووطنيته التي لم يضعها تحت تصرف أي شخصية أخرى في العالم، هو صاحب هيبة قوية، يصعب على الخائنين الحقيقيين ترويضه، مشكلته أنه يتخذ قرارات فردية وهو ما دفع الأفالان إلى إلحاق الدكتور مصطفاي إلى جانبه، وهو سبب الخلافات بين الزعيمين، في الحقيقة الأفالان لم يكن يثق في فارس.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات