جزائريون ساندوا الجمهوريين الإسبان ضد فرانكو

+ -

 شرع فريق سينمائي إسباني في تصوير وقائع فيلم وثائقي يكشف، لأول مرة، المشاركة الجزائرية في الحرب الأهلية الإسبانية بين 1936 و1939، إلى جانب القوات الجمهورية المناهضة للديكتاتور فرانكو. ويسعى المخرج “مارك ألمودوفار” لإبراز دور الجنود الجزائريين الذين وقفوا ضد ديكتاتورية فرانكو، في مقابل سبعين ألف جندي مغربي وقفوا إلى جانبه. يلقي الفيلم الوثائقي الإسباني الذي كتب نصه الباحث أندري روزس، لأول مرة، الضوء على مشاركة جنود جزائريين في الحرب الأهلية الإسبانية، وقد بلغ عددهم خمسمائة جندي ذهب غالبيتهم من نواحي بجاية بين سيدي عيش، قرى جبال أكفادو وإيغيل علي، إضافة إلى بعض العمال المهاجرين المقيمين في عدد من المدن الفرنسية مثل “تولوز”، “ليون”، “مارسيليا” وباريس. وتقول المصادر التاريخية إن هؤلاء الجنود انخرطوا في صفوف الحركة الوطنية الجزائرية التي كانت لها علاقات وطيدة مع الأممية الاشتراكية، وشاركوا في معارك حاسمة وشهيرة منها معركة “لوبيرا” قرب قرطبة ومعركة “سيغوفيا” بمدريد. ويسعى الفيلم لدحض الفكرة المنتشرة في إسبانيا حاليا، وهي أن جل المسلمين وقفوا إلى جانب الديكتاتور فرانكو وحاربوا الجمهورية، وهو ما يزيد من حدة الكراهية تجاه العرب والمسلمين في بعض الأوساط الإسبانية. وجاء هذا الاعتقاد من خلال انضمام أكثر من سبعين ألف جندي مغربي في صفوف قوات فرانكو، الأمر الذي أدى إلى تكون تصور خاطئ عن العرب “المورو” المساندين للديكتاتورية، والذين اقترفوا وفق هذا التصور الخاطئ كثيرا من الجرائم البشعة ضد الإسبان المناهضين للديكتاتورية. وتشير كثير من المصادر التاريخية إلى أن الجمهوريين الإسبان كانوا على أبواب التوصل إلى إقناع الجنود المغاربة (المورو)، بواسطة الجنود الجزائريين، بضرورة ترك تحالفهم مع فرانكو، بيد أن فرنسا وحكومة ليون بلوم كسرت هذه المحاولات تخوفا من تشكيل تحالف مغاربي ضد الاستعمار الفرنسي.  وسبق للمؤرخ الفرنسي “فرانشيسكو سانشيز روانو” أن كشف في كتابه “الإسلام والحرب الأهلية الإسبانية”، النقاب عن المشاركة الجزائرية في الحرب ضد ديكتاتورية فرانكو. ويسعى “سانشيز روانو” لتفكيك هذا الاعتقاد، ووضعه في سياقه التاريخي الصحيح، ووضع حد لربط صورة “المورو” مع ديكتاتورية فرانكو البشعة التي استمرت ستة وثلاثين عاما.  كما لم يجهل الروائي الفرنسي الشهير أندري مالرو دور الجزائريين في الحرب الأهلية الإسبانية ووقوفهم إلى جانب الجمهوريين، وأظهر في فيلمه الوثائقي الذي سجله سنة 1937 مراسم دفن جندي مسلم. وبإمكان فيلم “مارك ألمودوفار” أن يصحح كثيرا من الأفكار المسبقة الرائجة حاليا في إسبانيا.                                       

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات