من قال لـ«الكيدورسي” إن الصحفيين الجزائريين سيسألون رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي الأسئلة التي توقعتها وزارة الخارجية الفرنسية، وأعدت بشأنها الإجابة المطلوبة كي يقولها لارشي للجزائريين؟ǃ فحسب التوقعات “الكيدورسية” فإن الصحفيين الذين اختارهم بن صالح لمساءلة لارشي هم فرنسيون قلبا وقالبا، إذ سألوا الضيف الفرنسي هذه الأسئلةǃ لأنه كان من المؤكد أن الصحفي الجزائري الحر لو تتاح له مساءلة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي بحرية لقال له: “متى تخرج فرنسا من الجزائر؟ǃ متى يتم الجلاء السياسي والاقتصادي الفرنسي عن الجزائر؟ǃ”.أما قضية الأسئلة حول الحرية في الجزائر؛ حرية التعبير و.. فإن “الكيدورسي” ظهر متخلفا في الحرية حتى عن الجزائر، وليس أوروبا وأمريكا عموما.. إذ كيف يمكن لرئيس مجلس الأمة الفرنسي أن يتحدث عن الحرية في الجزائر، وعن حرية التعبير وهو نفسه لا يتمتع بهذه الحرية في بلده؟ǃ فلو كان يتمتع بحرية التعبير في بلده لما حدد له “الكيدورسي” ما يقول في الجزائر؟ وهو مؤسسة تشريعية المفروض فيها أن تكون مستقلة عن السلطة التنفيذية؟ǃصحيح أن تحديد “الكيدورسي” لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي ما يقول في الخارج مسألة تعكس حجم التنسيق بين مؤسسات الدولة الفرنسية، عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية الفرنسية وبالموقف من المسائل التي تمس المصالح العليا لفرنسا في الخارج، لكن الأمر أيضا يعكس هزالا سياسيا في المؤسسات الفرنسية، يبدو أنه ألعن من الهزال الحاصل في الجزائرǃ لو قال “الكيدورسي” إن نظيره لعمامرة أو نظير لارشي بن صالح قد أبلغاه بأن رئيس مجلس الأمة الفرنسي ينبغي له أن يقول هذه المعلومات بهذه الصيغة حتى لا يجرح الجزائر والجزائريين لكان في الأمر منطقا، لأن دعوة بن صالح رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي لا يمكن أن تفهم إلا في سياق البحث عن “الشياتين” من الخارج، بعد أن تآكلت رشات “الشياتين” في الداخل ولم تعد نافعةǃالبهدلة التي ظهر بها رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي في هذه التسريبات تدل على أن “برلمان الحفافات” الحقيقي يوجد في فرنسا أيضا وليس في الجزائر وحدها؟ǃ وأن ما تعانيه الجزائر من مشاكل كمقاطعة فرنسية سببه رداءة المسؤولين الفرنسيين في التعامل مع قضايا الجزائر، وليس رداءة المسؤولين الجزائريين فقطǃ تأملوا هذه الجملة: “الوضع في ولايات الجنوب تتابعه السلطات الجزائرية عن كثب”ǃ مثل هذا التعبير يقوله رئيس حكومة الجزائر أو رئيس برلمان الجزائر ولا يقوله رئيس برلمان أجنبي عن قضية داخلية في دولة أخرى، إلا إذا كانت هذه الدولة تحس بما تحس به فرنسا من وصاية على الجزائر والجزائريينǃ وعندما قرأت هذه الجملة فهمت لماذا فضل بوتفليقة قبل 15 سنة مخاطبة البرلمان الفرنسي ولم يخاطب البرلمان الجزائري إلى الآن، لأنه يحس بأنه مجرد “مير” في الجزائر تتاح له فرصة مخاطبة البرلمان الذي يحكم فرنسا ويحكم بلدية الجزائر التي تسمى دولة بالتبعيةǃوخلاصة القول في هذه القضية إن الرداءة ما كانت ستستفحل في الجزائر لو كانت عاصمتنا باريس يحكمها أمثال ديغول وميتران وشيراك، فمصيبة الجزائر في أن الرداءة مزدوجة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات