كل الذين أذنهم في فم السلطة يقولون: لا وجود لخلاف في هرم السلطة حول السلطة والسياسة العامة في البلاد.. وكل ما هنالك هو عملية توزيع أدوار بين “المتهارشين” في الرئاسة ووزارة الدفاع والبنك المركزي.!غول يقول: إن “G.B.T” الذين يحكمون البلاد متفقون ولا خلاف بينهم أبدا.. وسعداني يقول: إن بوتفليقة سيقدم للمعارضة ما لم تكن تحلم به..! ومولود حمروش يقول: إنه لا يوجد خلاف بين الجيش والرئاسة.!أولا: خلاصة هذا الكلام أن السلطة هي التي تقوم بعملية التنظيف الذاتي من خلال ما تقوم به من صب “روح الملح” في قنوات المؤسسات الاقتصادية في سياق عملية التنظيف الذاتي، وأن عملية شكيب خليل والخليفة و(C.R.B) هي إرادة مشتركة للحكام في تنظيف البلاد من الفساد وليس إرادة الـ (D.R.S) وحده أو إرادة بوتفليقة وحده.وإذا كان هذا صحيحا فإننا لابد أن نثمن عمل هؤلاء “التائبين” عن السرقة تماما مثلما ثمن الشعب الجزائري توبة المسلحين بقانون المصالحة الوطنية.!والشعب الجزائري مثلما غفر للمسلحين من الطرفين “جريمة” قتل ربع مليون جزائري في هوشة لا مبرر لها.. يمكن أن يقبل من السراق التوبة عن السرقة إذا كانت هذه التوبة توبة نصوحا.! ماذا ينتظر الشعب الجزائري من هؤلاء الشيوخ الذين يمارسون “التقاعد” في الكراسي غير الكف عن الفساد وعن تزوير الانتخابات وإعادة الكلمة للشعب كي يختار من يشاء لتسيير شؤونه؟!ثانيا: قد تكون توجهات الثلاثي الحاكم نحو التفاهم وليس التصادم كما يقول المقربون منه هو إرادة من هؤلاء لختم مسارهم في السلطة بما يحفظ لهم الذكر الطيب، وبالتالي إنجاز ما يطالب به الشعب، خاصة بعد موجة الفساد العارمة التي طبعت تسيير البلد في ربع القرن الأخير، بما فيها من دماء ودموع. وقد يكون هؤلاء مجبرين على فعل ذلك وإلا حصل لهم ما حصل لسوريا واليمن وليبيا.. وبالتالي فالأفضل لهم أن يفعلوا ما فعل محمد السادس وتونس في بلاد الجارتين أفضل من الانزلاق إلى ما لا تحمد عقباه. وقد يكون الأمر مفروضا أيضا على هؤلاء بسبب حالة تدهور سعر البرميل.. وقد يكون أيضا مفروضا عليهم من طرف العاصمتين باريس وواشنطن لأنهما لا تريدان أن تريا الجزائر تفيض على أوروبا بمشاكلها الشعبية كما حدث في ليبيا وسوريا واليمن..ثالثا: إذا سار الجيش في مسار تحويل عملية إعادة هيكلة أجهزته الحساسة إلى عملية إيجابية تخدم بسط إرادة الشعب في اختيار حكامه المدنيين بكل حرية في انتخابات قادمة لا يشوبها التزوير بفعل تفكيك الجهاز الوطني لتزوير الانتخابات.! إذا تم ذلك فإن الأمر قد يكون تتويجا من الجيش لعملية مقارعة الإرهاب بما يمكن الشعب من ابتلاع آلامه التي عاشها طوال ربع قرن في سبيل الوصول إلى هدف نبيل وهو بناء دولة القانون والمؤسسات، دولة مدنية خالصة. إذا قام الثلاثي “G.B.T” بإنجاز المهمة فالشعب الجزائري سيقيم لهم تماثيل في ساحة أول ماي والبريد المركزي وساحة الشهداء.! وسيبتلع الشعب غصته إلى الأبد.! قد يقول لي قائل إنني أحلم.. ولكن ما أجمل الحلم عندما يأتي بعد الكابوس الذي طال أمده ربع قرن.! صحيح أن النظام وصل إلى حالة ميؤوس منها، لكن الله جلت قدرته قادر على إخراج الحي من الميت، والأكيد أنه أصبح لا بديل للنظام والشعب والمعارضة غير تحقيق هذا الحلم وإلا فإنها القيامة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات